اكد الكاتب والإعلامي محمد محسن عبيدات ان لواء بني كنانة مدينة اردنية ليس لها مثيل ، ويعد بمثابة اقليم سياحي متكامل استوطنه العديد من القبائل العربية اهمها قبيلة ال مرا وكنانة بن خزيمة بعد الفتح الاسلامي ،و نسب تسمية لواء بني كنانة اليها وحسب الروايات , وعلى ارضه في مدينة ام قيس وقبل مئة عام اجتمع النخب من رجالات الاردن من مختلف مشاربهم واطيافهم والوانهم ، تمهيدا لتأسيس وبناء الدولة الاردنية الهاشمية ، فكان الوفاق والاتفاق بأن يكون العمل والبناء والنهضة للأردنيين بحمل مشروع استعادة الهوية العربية .
جاء ذلك خلال حديثه في الندوة الحوارية الموسومة ب " لواء بني كنانة في دائرة الضوء" في القاعة الهاشمية بمدرسة ابن رشد المهنية للبنين ، وبتنظيم من جمعية الكنانة للثقافة والفنون ومبادرة بني كنانة تقرأ .
وبين عبيدات ان مطل على ثلاث دول ويستطيع الزائر رؤية جبل الشيخ في لبنان ومرتفعات الجولان السوري وبحيرة طبريا وجبال فلسطين ، و تنفرد انماطه السياحية بالعديد من المزايا التي لا تتوفر في اي مناطق اخرى في الاردن ،ويعتبر مصدر جذب سياحي مميز وفريد من نوعه على المستوى المحلي والعالمي ،ففيه من البنى التحتية من طرق وممرات مشاة ، وشبكات للمياه والكهرباء والاتصالات والانترنت ، ومستشفى ومراكز صحية اولية و شاملة وعيادات ومختبرات طبية ، وحدائق عامة ومنتزهات ومكتبات وملاعب رياضية وغيرها من خدمات البنية التحتية ما تأهله ليكون حاضنة لكافة الاستثمارات والمشاريع التنموية المستدامة في مختلف القطاعات .
وأشار عبيدات ان لواء بني كنانة اطلق عليه " مدينة الفصول الاربعة للسياحة " حيث يزوره الالاف من السياح المحليين والعرب والأجانب من مختلف دول العالم وعلى مدار العام، نظرا لتوفر جميع انماط السياحة المعروفة عالميا واهمها: الطبيعية والزراعية، التاريخية والدينية , الثقافية والتراثية , التأمل والمغامرة والعلاجية والجيولوجية , بالإضافة الى توفر المنتجات المحلية من خلال المعارض التي تنظم ما بين الحين والاخر وتشمل الصناعات التقليدية والحرف اليدوية والمأكولات الشعبية . وأطلق عليه " مدينة التاريخ والحضارة " فكانت البدايات من العصر البرونزي ويليه العصور اليونانية والرومانية والبيزنطية وصولا الى العصر الاسلامي، فيهي موقع ام قيس الاثري " جدارا " وموقع قويلبة الاثري " ابيلا او رافانا " وهما احدى المدن حلف الديكا بولس العشرة الذي اقيم ايام زمن اليونان والرمان، وفي موقع ام قيس اكتشف " نفق الديكا بوليس " وهو اطول نفق مائي بالعالم بطول 140 كيلو متر، واهم اكتشاف أثري في الاردن، بالإضافة الى العديد من الشواهد الاثرية والتاريخية الدالة على عراقة الماضي والتاريخ. وطلق عليه " مدينة الصحابة والشهداء " ترابه معطر برائحة دماء الشهداء من الصحابة والمسلمين، ومنه اول شهيد على ارض فلسطين الشيخ كايد المفلح العبيدات ، ولواء بني كنانة معبر للفتوحات الاسلامية الى بلاد الشام , وعلى أرضه وقعت معركة اليرموك الخالدة , وهي من اهم معركة في التاريخ الاسلامي التي غيرت مسار التاريخ , ومعظم مناطق اللواء لا تخلو من وجود صروح و شواهد وبقايا اثار اسلامية ومسيحية , وابرزها مساجد حبراص وملكا المملوكي , و مسجد خرجا ومسجد سحم , وكهف النبي عيسى , وكنيسة الرفيد . واطلق عليه " مدينة الجمال والطبيعة الخلابة " دائم الخضرة ويكتسي بالبساط الاخضر في معظم فصول السنة، نظرا لوجود مساحات كبيرة من الغابات التي تحتضن الشجرة الوطنية للأردن " الملول او البلوط " واشجار الزيتون الرومي والاشجار المختلفة، فغالبية المناطق الطبيعية تأسر القلوب وتسلب الابصار واهمها: موقع محمية غابات اليرموك الطبيعية، وموقع غابات العشة والشعلة وبركة العرائس ونهر اليرموك وشلالات خرجا وسد الوحدة بالإضافة الى السهول والاودية المنتشرة في مختلف مناطق اللواء .
وبين ان لواء بني كنانة كذلك اطلق عليه " مدينة الزراعة والمزارعين " وغالبية سكانه من المزارعين الذين عشقوا الارض وعشقتهم , و يمتاز بمناخ البحر الابيض المتوسط المعتدل , الحار صيفا والبارد شتاء ,وتتنوع مناطقه ما بين سهلية وجبلية واخرى غوريه وشفا غوريه , ويمتاز باتساع رقعة الاراضي الزراعية الخصبة والتربة الحمراء , ومن اهم منتجاته الزراعية : ثمار الزيتون الرومي وزيت الزيتون الكفاري والرمان الشرابي والجوافة والحمضيات واللوزيات بأنواعها المختلفة وجميعها تتميز بالجودة العالية نتيجة استخدام الاسمدة العضوية . واطلق عليه أيضا " التنوع الحيوي والطيور المهاجرة " فهي تقع على ثاني اهم مسار عالمي لهجرة الطيور بين ثلاث قارات اسيا وافريقيا و اوروبا، وتحتضن بركة العرائس وهي البركة الجيولوجية الوحيدة الغائرة في الاردن وتعد بحيرة طبيعية نادرة , وهي مهبط واستراحة للطيور المهاجرة , وتحتضن البركة السلاحف البحرية والعديد من الكائنات البحرية المختلفة, وبني كنانة فيها تنوع حيوي فريد فقد تم تسجيل 43 نوعا من الحيوانات البرية و19 نوعا من الزواحف و119 نوعا من الطيور , 265 نوعا من النباتات المختلفة . وكذلك " مدينة التأمل والمغامرة " حيث ان جغرافيا المنطقة توفر بيئة مناسبة من خلال المواقع الطبيعية والمناظر الجميلة و الخلابة , فهناك الاطلالات المميزة على بحيرة طبريا ونهر اليرموك وجبل الشيخ وجبال فلسطين ومرتفعات الجولان وسد الوحدة ونهر اليرموك , بالإضافة لذلك المساحات المفتوحة والشاسعة البعيدة عن التلوث السمعي والبصري , وسياحة المغامرة لها عشاقها الذين يمارسون هذا النوع من السياحة من خلال رياضة المشي وتسلق الجبال في محمية اليرموك الطبيعية وغابات الشعلة والعشة والاودية المتوسطة والمرتفعة المنتشرة في مختلف مناطق اللواء .
وأضاف ان لواء بني كنانة يسمى " مدينة السياحة العلاجية والمياه المعدنية " حيث يتوفر فيه العديد من الاستراحات والمسابح والفنادق التي تقدم خدمة السياحة العلاجية لتوفر المياه المعدنية المشهورة باحتوائها على المعادن والاملاح والكبريت في الحمة الاردنية و المخيبة الفوقا ويقصدها السياح للاستشفاء من العديد من الامراض لخواص المياه العلاجية والعلاج الطبيعي , والاستراحات تحتوي على مسابح مغلقة خاصة للنساء والاطفال واخرى للرجال وبدرجة حرارة مناسبة لجميع الفئات العمرية . و" مدينة التراث الثقافي المادي والمعنوي " فهو كنز ومتحف للتراث الثقافي المادي والمعنوي وذلك نظرا لوجود البيوت التراثية القديمة الشامخة في معظم مناطق اللواء واهمها مدينة ام قيس التراثية التي ما زالت شاهدة على ذلك بالاضافة الى المقتنيات التراثية المختلفة , والتراث المعنوي الاكثر تداولا بين العامة من حيث الممارسات والمعارف والمهارات والتصورات واشكال التعبير والعادات والتقاليد وما يرتبط بها من الات وقطع ومصنوعات , لهو دليل واضح على شموخ ابناء هذه المدينة العريقة . و" مدينة الشباب والرياضة " فغالبية ابناء اللواء هم من فئة الشباب من الذكور والاناث من الكفاءات العلمية والثقافية وعلى قدر عال من المسؤولية , وحبهم للرياضه كحبهم للوطن مما ساعدهم على تحقيق الكثير من الانجازات في مختلف البطولات الرياضية الاردنية واهمها كرة القدم وكرة اليد والضاحية على المستوى المحلي والعربي وتحديدا من خلال اندية كفرسوم وحرثا وخرجا وام قيس , وعزز هذه الانجاز البنية التحتية لتوفر الملاعب والصالات الرياضية المختلفة في معظم مناطق اللواء .
واختتم ان لواء بني كنانة يسمى " مدينة العلماء والفلاسفة والشعراء " فكانت البداية من العصر اليوناني عندما تميز الشاعر مينيبوس في شعر الهجاء والشاعر الساخر ميلاغروس في الشعر الفصيح , والشاعر والفيلسوف الروماني الكبير ارابيوس نقش على شاهد قبره في ام قيس عبارة " ايها المار من هنا , كما انت الان كنت انا , وكما انا الان ستكون انت , فتمتع بالحياة لانك فان " ,وكذلك الرموز والكفاءات العلمية من ابناء اللواء الذين تبوؤا مكانة عالمية ويشار لهم بالبنان وقدموا الكثير لخدمة البشرية . ويمسى كذلك " مدينة الثقافة والمثقفين " فغالبية ابناء اللواء هم من عشاق الثقافة والادب , ويزخر بالقيادات والكفاءات والرموز الثقافية والادبية من كتاب , وباحثين , روائيين , فنانين , موسيقيين , مصورين فوتوغرافيين , فنانين تشكيليين, وانتاجهم الابداعي وثق جميع اشكال الحياة ومسيرة الابداع والتميز والانجازات الكبيرة للهيئات الثقافية واخرها مؤتمر بين كنانة التنموي الشامل وهو الاول على مستوى الاردن , حيث رسم من خلاله خارطة الطريق الممنهجة والمدروسة لعملية البناء والتنمية الشاملة في المنطقة , ويعزز الدور الكبير للمثقفين والمؤسسات الثقافية توفر البنية التحتية في مختلف مناطق اللواء من حيث المسارح والقاعات متعددة الاغراض والمكتبات ومراكز البحث والتطوير وصالات العرض الفني والبيوت التراثية والثقافية والرموز الثقافية . ان المزايا الكثيرة التي يمتع بها لواء بني كنانة ينفرد بها عن غيره جعلته محط اعجاب واهتمام من مختلف دول العالم ونقطة جذب سياحي لا نظير له وفاق كل التوقعات وشاهد على ذلك الزيارات المتكررة لشخصيات عالمية هامة جدا رسمية واهلية تشيد بأهمية ومكانة هذا اللواء الفريد من نوعه فهو نافذة للجمال والعلم والثقافة والتاريخ ما يوهله ليكون اقليم سياحي بامتياز.