مازلت أذكر أيام الغربة في الرياض بالثمانينيات والتسعينيات واللهفة والحنين لمسقط الرأس معان . وما أن يشتد الإشتياق ، حتى نعيد تشغيل مقطع الفيديو الشهير لاحتفالات الثورة عام 1989 ، لتظهر علينا مقدمة الحفل التي حفظنا تقديمها لفرقة معان وهي تقول :
جئت أغني ، مرسلا أنغام لحني ، بلبلا في الدوح يشدو ، غردا عذب التمني ، ياشباب معان هيا ، نصنع المجد ونبني ، نبذل النفس عطاءا ، نابعا من خير مزني ، نجعل العمر سراجا ، مرسلا أنوار أمني ، منك يامعان انطلقنا ، نصنع المجد ونبني مع شباب معان وهذه اللوحة الفنية.
ماأن تنتهي من مقدمتها حتى يدخل أعضاء الفرقة وفي مقدمتهم أبو خالد ، إلا وصورة معان بشوارعها ومحلاتها وشخوصها تتجسد أمامك ، تعترينا ملامح الفرح ، وفي كل تلويحة منه تهب علينا نسائم البساتين القديمة. ثم تسحرنا "التسعاوية" وآداؤه الساحر ، فكأنها مد وجزر ، فتشعر أنه يقترب منك كلما زاد بالعد ، ثلاثة ، سبعة ، تسعة ،، ثم يأخذ فكرك ويرجع بالعد ليعيدك بكامل خيالك إلى معان .