أجمع خبراء ومتخصصون على أهمية برامج التعليم المهني التي أعلنت عن إطلاقها وزارة التربية والتعليم خلال الأعوام المقبلة، باعتبارها تأتي استجابة للمتغيرات في قطاع التعليم التي تطرأ على مستوى العالم.
وأكدوا خلال انطلاق فعاليات ملتقى بعنوان "آفاق التعليم الجامعي في ظل التطورات والتحولات في الثانوية العامة" أقامته أكاديمية المقاييس الدولية للتعليم / الأيزو، برعاية وزير الصناعة والتجارة وزير العمل يوسف الشمالي، بمشاركة عدة مؤسسات وجهات رسمية وأهلية، أن تطبيق برنامج التعليم التطبيقي (بتيك) يسهم في تخريج طلاب يملكون المهارات العلمية والعملية من خلال احتياجات سوق العمل.
من جانبه، أكد مدير عام مؤسسة التدريب المهني المهندس احمد الغرايبة، مندوباً عن راعي الحفل، أهمية تحديث وتطوير برنامج التعليم المهني والتقني باعتباره أحد مخرجات خطة التحديث الاقتصادي.
وأشاد بتوجه وزارة التربية إلى تطوير وتحديث برنامج التعليم المهني والتقني، وتطبيقه في مدارس المملكة لرفع نسبة الطلاب الملتحقين في مسارات التعليم المهني.
واكد أهمية هذا البرنامج في تحسين مخرجات سوق العمل وتخريج شباب وشابات يملكون خبرات مهنية وتقنية في قطاعات ومجالات عدة، بالإضافة إلى فتح آفاق واستمرار تعليمهم في التقني في الجامعات الأردنية.
وأشار إلى تبني مهارات المستقبل المرتبطة بالثورة الصناعية الرابعة ومهارات الاقتصاد الأخضر، اضافة إلى اعتماد معايير دولية في التعليم والتدريب المهني والتقني ضمن ما يعرف بمراكز ومعاهد التميز لمعالجة ارتفاع نسبة البطالة، وتأهيل الشباب لأسواق العمل المحلية والإقليمية والدولية.
الرئيس التنفيذي لمجموعة الايزو، الدكتور أنور شقر، قال إن هذا الملتقى يسعى لمناقشة وتقييم التطورات التعليمية والتحولات في مرحلة الثانوية العامة في الأردن.
واكد أهمية عملية التحول لبرنامج الثانوية البريطاني التعليمي التطبيقي على المستوى الوطني، ما تعكس مدى التفاني في تقديم أفضل تجربة تعليمية للطلاب، وتمهيد الطريق أمامهم نحو مستقبل واعد.
وبين أن هذا الملتقى سيناقش تأثير برنامج الثانوية البريطاني التعليمي التطبيقي ("بيتك" BTEC) على المخرجات التعليمية بعمق وتفصيل، إضافة إلى التركيز على كيفية توجيه الطلبة نحو اختيار التخصصات في المدارس في البرنامجين الدولي والوطني، وأسس القبول الجامعي الموحد، بالإضافة إلى تسليط الضوء على دور البرنامج في تطوير مهارات الطلبة ودمج خريجي التعليم التقني في سوق العمل وتجهيزهم لمواجهة التحديات المرتبطة به ومناقشة سبل تحسين جودة التعليم التقني وتطويره بما يتناسب مع تحولات سوق العمل ومتطلباته.
مستشار وزير التربية والتعليم للبرامج الأجنبية وبرنامج "بيتك"، فاطمة القطاونة، أشارت إلى توجه الوزارة في عملية تبني برامج "بيتك" في تطوير التعليم المهني إضافة إلى تبني مناهج حديث غير المتبعة في برنامج التعليم المهني التقليدي ما يشكل تحول كبير في هذا المسار.
وأضافت أن الوزارة تعمل بشكل مستمر على إدخال هذا البرنامج والتوسع في تبني البرنامج بشكل تدريجي بالبدء من طلاب الصف العاشر ومن خلال 6 تخصصات التي تمثل احتياجات سوق العمل ،وحسب التوزيع الجغرافي وحسب حاجة سوق العمل في المنطقة .
وقالت إن البرنامج سيتم رفع التخصصات فيه الى 10 في السنوات المقبلة، إضافة إلى العمل والمشاركة في كثير من الجهات والشركات لمواكبة التطور التكنولوجي والمهني والتقني في العالم.
وركزت على أن البرنامج يشمل عدة قطاعات مهنية مثل التكنولوجيا والهندسة والسياحة والعناية الشخصية والتجميل وجميعها ضمن برامج التحديث المهني والتقني.
مستشار وزير التعليم العالي، مدير وحدة تنسيق القبول الموحد، مهند الخطيب، أشار إلى تنفيذ مجلس التعليم العالي دراسة لتطوير السياسات العامة للقبول بناء على التطوير الحاصل في نظام الثانوية العامة، وتكليف وحدة التنسيق بتقديم مقترحات للمجلس.
وأكد أن وحدة القبول تسعى إلى الاستماع إلى أراء واقتراحات الخبراء حول التخصصات والبرامج الممكن إدخالها في القبول الموحد، مشيرا إلى أهمية البدء في تحديد سياسة قبول على برامج "بيتك" الجديد واضحة من الآن ليعرف الطلاب خياراتهم وتوجهاتهم قبل الدخول في البرنامج.
وكشف عن توجه وحدة القبول الموحد لتخصيص مقاعد محددة للطلبة الخرجين من برنامج "بيتك" ما يسهم في تشجيع الطلاب على الإقبال المسار المهني في المدارس.
وناقش الخبراء خلال جلسات الملتقى عدة محاور أبرزها: أسس اختيار التخصصات في المدارس بالبرنامجين الدولي والوطني، والمعادلات وأسس القبول الجامعي الموحد، ودور الجامعات والمؤسسات التعليمية الأردنية في إدماج التعليم التقني، تحدث فيها الدكتور موسى حبيب جامعة الحسين التقنية، والدكتور علي الشولي من جامعة لومينوس التقنية والخبير في شركة بيرسون.
وناقش المنتدى في جلسته الثانية التي أدارها نائب رئيس غرفتي صناعة الأردن وعمان المهندس تميم القصراوي، محور دمج خريجي التعليم التقني في سوق العمل وتحدث فيها رئيس قسم الإرشاد والتوجيه المهني المهندسة حنان أبو حمور، ونائب مدير تشغيل عمان الأولى الدكتور فادي الدراسة.
وفي الجلسة الأخيرة للملتقى ناقش الحضور حاضر ومستقبل "بيتك" في جلسة أدارها المهندس مصعب حمدان، وتحدث فيها محمد الخطاب، والمهندس عبدالرحمن عواد، وبيان اللحام، والمهندسة رغد العمري من فريق أكاديمية المقاييس الدولية للتعليم / الآيزو.