كشفت صحيفة "تايمز" البريطانية أن التجار باتوا يستغلون يأس الكثيرين من أجل الحصول على عقارات تساعدهم في إنقاص وزنهم.
ويحدث ذلك من خلال ترويج منتجات مقلدة تستغل الاسم التجاري لعلامات مشهورة وتتسبب في حدوث العديد من الآثار الجانبية الخطيرة .
وأشارت الصحيفة إلى وجود عمليات بيع لعقار إنقاص الوزن الشهير "أوزمبك"، والذي يحمل الاسم العلمي "سيماغلوتيد" عبر منصات التواصل الاجتماعي، ليتبين لاحقًا للزبائن أنهم اشتروا منتجات مزيفة تتسبب في حدوث العديد من الأعراض الجانبية الخطيرة .
وقال عدد من ضحايا هذه العقاقير المزيفة لصحيفة التايمز إنهم اشتروا هذه العقاقير المزيفة واكتشفوا لاحقًا أنهم حصلوا على قوارير من الأنسولين ومواد أخرى غير محددة، وشعروا بآثار جانبية خطيرة تشمل خفقانًا شديدًا في القلب ومشاكل في جهازهم الهضمي تمنعهم من تناول الطعام .
ويخشى الخبراء من تضرر المزيد من الناس حول العالم بسبب نمو السوق السوداء لبيع هذه المنتجات المقلدة والتي تأتي كرد فعل على القيود المفروضة على بيع المنتجات الأصلية بشكل قانوني.
منتجات خطرة
وحذَّرت هيئة مراقبة الأدوية في المملكة المتحدة من أن هذه المنتجات المزيفة التي تباع من قبل موردين غير شرعيين تعرّض الصحة العامة للخطر فيما بدأت السلطات تحقيقًا حول هذا الموضوع .
وقالت التايمز إنه تمت الموافقة على بيع عقار "أوزمبك" في المملكة المتحدة كعقار يعالج مرضى السكري، لكن العقار اكتسب اهتمامًا كبيرًا في كافة أنحاء العالم بسبب الترويج له من قبل مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي العالمية على أنه يمنع الشهية ويتسبب في فقدان الوزن؛ ما أدى إلى ارتفاع الطلب عليه وعلى العقاقير الأخرى المماثلة.
وقد أصدرت وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في المملكة المتحدة (MHRA) بيانًا حذَّرت فيه هيئة الصحة العامة والعيادات الخاصة في بريطانيا من نقص أدوية "جي إل بي-1" (GLP-1) بما في ذلك عقارات "أوزمبك" على نطاق وطني أوسع، محذرةً من عدم القدرة على تلبية الطلب غير المتوقع على هذه العقارات حتى منتصف العام المقبل على أقرب تقدير.
ونقلت الصحيفة عن البروفيسور جوناثان بينكني، الذي يدير مجموعة "برو غروب" الحكومية التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في بليموث والمتخصصة في تقديم خدمات إنقاص الوزن قوله إنه "صدرت توجيهات لنا بعدم صرف عقار "أوزمبك" أو غيره من العقارات المشابهة لمرضى السكري وذلك بسبب عدم القدرة على استمرارية تقديم هذا النوع من العلاج لمرضى السكري".
البحث عن عقارات بديلة
وأشارت الصحيفة إلى أن نقص عقارات علاج السكري في البلاد أدى إلى توقف المرضى عن مواصلة دورة علاجهم من مرض السكري، وبالتالي اضطرارهم للبحث عن عقاقير بديلة عبر الشبكة العنكبوتية.
وحذّر الدكتور سايمون كورك، كبير المحاضرين في علم وظائف الأعضاء في جامعة أنجليا روسكين، من أن نقص هذه العقاقير سيؤدي إلى تفاقم مشكلة الأدوية المقلدة.
وتقول التايمز إن السرعة التي انتشر بها بيع العقاقير المزيفة من بائعين غير قانونيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والطبيعة السرية التي يعمل بها هؤلاء البائعون جعلت من الصعب للغاية مكافحة هذه الظاهرة .
وقالت "نوفو نورديسك" الشركة الدنماركية المصنعة لعقار "أوزمبك"، إن فريق مراقبة التزوير وإزالته في الشركة زاد "بشكل كبير" من جهود المراقبة والتحقيق والإزالة بشأن العقاقير المزيفة خلال العام ونصف العام الماضيين.
وقالت التايمز إن شركة "نوفو نورديسك" اكتسبت شعبية عالمية في صناعة العقاقير المخصصة لعلاج مرضى السكري، حيث تجاوزت قيمتها السوقية في أوائل آب/ أغسطس الجاري الناتج المحلي الإجمالي في الدنمارك، متوقعةً أن تصبح واحدةً من أكثر الشركات قيمةً في القارة الأوروبية.