في الذكرى السبعين لـ "ثورة الملك والشعب" المغربية، أبرزت مدينة أصيلة في العشرين من آب الحالي خلال احتفالية ثقافية متنوعة الدلالات العميقة لهذا الحدث التاريخي.
ووفقا لبيان اتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا) اليوم السبت، ضمن التقرير الثقافي الدوري للدول الأعضاء في الاتحاد، أعدته وكالة المغرب العربي للأنباء (ومع)، اشتملت الاحتفالية على خمسة موضوعات، تناولت فن العمارة المغربية واحتفالات ثقافية بمناسبة وطنية، وحفل غنائي وفعاليات أدبية متنوعة وغيرها.
وفي حقل الفنون المعمارية؛ سلطت قناة "سي بي إس" الأميركية الضوء على تأثير العمارة المغربية الأصيلة في عالم التصميم، وذلك في برنامجها "سي بي إس صنداي مورنينغ"، بتاريخ 23 آب الحالي، إذ أبرز مراسل القناة سيث دوين، في تقرير خصص للهندسة المعمارية في مدينة مراكش العريقة، أن هذه المنازل التقليدية "الرائعة" تترك بصمتها في مجال التصميم.
ومن خلال عرض آراء مهندسين معماريين، من قبيل الهولندي ويليم سميت، والمغربي عبد اللطيف آيت بن عبدالله، وكذلك الزوجين الأميركيين كيتلين وصمويل دووي سانديز، سجل الصحفي أن هذه الخصوصية التي يمتاز بها التصميم المغربي تستمد جوهرها من الجمال والأصالة المغربيين.
وأوضحت كيتلين دوو سانديز، التي انتقلت من لوس أنجلوس للعيش إلى مراكش رفقة زوجها للعمل في هذا المجال من خلال مقاولتهما "بوفام ديزاين"، أن التصميم المغربي يتفرد بـ "جماليته" وعندما تكون هناك مكونات يدوية الصنع، تستشعر عبق التاريخ".
من جهته، تطرق المهندس المعماري آيت بن عبد الله إلى "سحر المواد القيمة" المستخدمة في تشييد هذه المباني التاريخية.
وقال الصحفي، في تقريره بعنوان "رياض مراكش الفنية"، إن هذه الرياض تقع في الأحياء العتيقة للمدينة الحمراء، التي يعود تاريخها إلى القرن الحادي عشر، مبينا أنه تم تصنيف هذا الموقع، المعروف بتأثيره التاريخي في منطقة البحر الأبيض المتوسط، تراثا عالميا لليونيسكو.
وأعادت قناة "سي بي إس" بث هذا التقرير مرة أخرى يوم 20 الشهر الجاري، بعد أن تم بثه لأول مرة في أيار الماضي، كما نشرته مختلف الشبكات الاجتماعية للقناة.
وضمن احتفالات وطنية مغربية تخلد ذكرى السبعين لثورة الملك والشعب باحتفالية ثقافية وفنية متنوعة، يوم الأحد الموافق 20 من الشهر الجاري، شاركت فيها مختلف الأجيال، وأبرزت مغازي الاحتفال بالحدث الوطني وتفرد المدينة في كل أشكال الإبداع.
فقد عرفت مدينة أصيلة طيلة اليوم أنشطة ثقافية وفقرات فنية لتخليد ذكرى ثورة الملك والشعب بنكهة ثقافية خالصة تبرز الدلالات العميقة لهذا الحدث التاريخي، الذي يعتبر ملحمة عظيمة شكلت المنعطف في درب نيل الاستقلال وأثبتت مدى الإخلاص والتقدير والحب الذي يكنه الشعب المغربي للأسرة الملكية الشريفة.
وتضمن برنامج الاحتفالية ورشات إبداعية وفنية بقصر الثقافة حول موضوع ذكرى ثورة الملك والشعب من تأطير الفنانة كوثر الشريكي ومصطفى بعليش، ولقاء نسويا بدار الصباح للتضامن حضرته قيادات نسائية محلية جرى خلاله التركيز على الدلالات العميقة للذكرى ودور النساء أسوة بالرجال في الكفاح الوطني ضد الاستعمار وطرد المحتل وما قدمته المرأة المغربية من دروس في التضحية والشجاعة ونكران الذات، ودورها كذلك في بناء المجتمع في مسيرة تنموية يقودها جلالة الملك محمد السادس.
وفي مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية التأم شباب مدينة أصيلة في تجمع خطابي وحفل فني، وسلطت المبادرة الضوء على مساهمات شباب المغرب في خلاص الوطن من براثن الاستعمار ومساهمتهم في محطة حاسمة في تاريخ المغرب الغني بالأمجاد المجسدة لأسمى قيم التضحية والوفاء، وعطاء شباب الأمس واليوم في بناء المغرب وتنميته على كل المستويات.
كما احتضن قصر الثقافة سهرة فنية أحيتها فرقة الموسيقى الأندلسية على شرف سكان مدينة أصيلة وزوارها من المغاربة والأجانب، وأبدعت الفرقة الموسيقية في تقديم شذرات من فن الآلة الذي يعد واحدا من أبرز روافد الثقافة المغربية التي شكلت مجالا خصبا للدفاع عن قضايا الوطن.
وفي ساحة عبدالله كنون (ساحة القمرة)، جرى احتفال موسيقي تراثي أحيته الجمعية المغربية للحفاظ على التراث الكناوي والطائفة الحمدوشية بأصيلة بالتعاون مع مؤسسة منتدى أصيلة.
وهدفت هذه الاحتفالية التي ساهم في تنظيمها مؤسسة منتدى أصيلة وجماعة أصيلة والمنتدى المتوسطي للشباب، الى إذكاء روح المواطنة في الأجيال الصاعدة وزرع بذور حب الوطن في صفوف الناشئة وتشجيعها على الانغماس في العمل الوطني الخلاق الذي يعود بالنفع على المجتمع.