لكِّلِ شعبٍ من شعوب الأرض لغتَه لا وبل لهجتَه أو العديدَ من اللهجات المحلية، وله تاريخَهُ الخاص به، وكذلك ثقافتَه التي ورثها عن الآباء والأجداد والتي تحكي قصة تفاعل الإنسان مع بيئته الطبيعية التي نشأ وترعرع فهيا وإستطاع أن ينسج إبداعاً مميزا خاصاً به ولوناً خاصاً ينعكس في كافة مناحي الحياة من عادات وتقاليد وممارسات وطقوس وأطعمة مميزّة.
لفت نظري في الفيديو المسجّل لكلمة سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية الجديدة لدى المملكة الأردنية الهاشمية يائيل لمبرت والتي قدمت أوراق إعتمادها كسفيرة للولايات المتحدة الأمريكية في الأردن لجلالة الملك عبد الثاني ابن الحسين المعظّم، خلفاً للسفير هنري ووستر، أنْ عَرجّت على أهمية تَعلّم اللهجة الأردنية وضرورة الإطلاع على تاريخ وثقافة الأردن، وكأنها تقول، أنَّ في ذلك تكمن مفاتيح أساسية لبناء شراكة حقيقية وتعاون ثنائي مشترك، يسهم في تنمية المجتمع الأردني ومخاطبة إحتياجاته الحقيقية.
فمن لا يقدر أن يتكلّم لغة الناس كيف يمكن أن يفهمَهم ويفهمَ فلسفتهم وتحدياتهم وتطلعاتهم. وعادة ما يكون تَعلُّم لغةِ الناس له معنى ومقصد أكبر من مجرد الإلمام باللغة المحكية إلى التعمّق في طبيعة التفكير وما إرتبط معه من قيم وعادات وتقاليد وممارسات شكّلت ثقافته التي يعتّز بها وينقلها من جيل لجيل بنكهات هيل جديدة تتلاءم وحاجات العصر.
ونعتّزُ بأنَّ شهادةَ الكثير من الدبلوماسيين الذين يعيَّنون في الأردن يعشقونه ولا يريدون مغادرته عند إنتهاء مدة خدمتهم، ليس فقط لروعة منسفه وروعة كنافته وجمال طبيعته الخلابة، بل أيضاً لطبيعة شعبه الكريم والمضياف والشهم، الذي يتمسك بقيم العروبة والأصالة في الكرم وحسن الضيافة والنخوة والشجاعة والعطاء المميز. لذلك، لايجب أن تمّر علينا مثل هذه الشهادات مرور الكرام، إذ عندنا الكثير ما نفخر ونعتّز به.
ومن يغترب خارج البلاد يحِّنُ كثيراً لما يزخر به بلدنا من قيم وعادات إجتماعية جميلة وأصالة وإنتماء وولاء، وواجبنا أن نعزّز ثقافتَنا في نفوس أبنائنا لتقوية الهوية الوطنية الأردنية في نفوسهم، فالأردن رغم كلِّ التحديات التي يواجهها والظروف الأقتصادية الصعبة، حالهُ في ذلك حالُ كل شعوب الأرض، إلا أننا ما زلنا قادرون على إحداث التغيير المطلوب إذا توفّرت لدينا الإرداة الصلبة والقوية في الإرادة القوية غير المرتجفة في تنفيذ الرؤى الملكية السامية الساعية للإصلاح الإداري المفضي إلى التنمية الإقتصادية الشاملة في كل قطاعات الحياة وإلى سياسة التحديث والتطوير وعمل نقلات نوعية في سنين قلائل.
فالأردن والحمد لله يتمتع بسمعة عالمية مرموقة، وله من الشراكات الإستراتيجية القوية عبر العقود الماضية بقيادته الهاشمية الحكيمة، والمستعدة للوقوف إلى جانب الأردن في شراكة حقيقية متبادلة، تقويةً للمصالح المشتركة والمستعدة لدعمه في تحقيق أمنه الغذائي وأمنه المائي وتنميته الإقتصادية الشاملة.
والسؤال، ما دورنا نحن؟ هل نقدّم ما يخدم الأردن ويسهم في خدمة الأردنيين ودعمهم في مسيرة عطائهم وفي الوقوف على العوائق التي تحول دون ذلك والعمل على حلّها.
إن إخلاصنا لقيادتنا ولوطننا تحتّم علينا أن نقدم من القلب بما يرضى الله ويريح الضمير.