خاص نيروز - بقلم الكاتب والاعلامي محمد محسن عبيدات
ان ظاهرة إطلاق العيارات النارية العشوائية في المناسبات الاجتماعية، وعلى رأسها حفلات الزفاف والتخرج تعد ظاهرة قديمة وتتجدد ما بين الحين والأخر، رغم الكثير من الحوادث التي تسببت بها، فهي تشكل خرقا للقانون وسببا في إزهاق أرواح العديد من المواطنين من مختلف الفئات العمرية، وسببا لترويع الآمنين وإرباك وتعكير الحياة العامة.
جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله و رعاه، شدد من خلال توجيهاته المستمرة والواضحة حيال هذه الآفة المجتمعية ، بضرورة تطبيق القانون على كل من يقوم بإطلاق العيارات النارية في أي مناسبة ، ومهما كانت الأسباب ، والقانون لا يستثني أحدا ،ويطبق بكل حزم على المتسبب بإطلاق العيارات النارية ومهما كان منصبه ومكانته في مجتمعه .
إن ظاهرة إطلاق العيارات النارية العشوائية في الآونة الأخيرة أصبحت مقلقة جدا حيث إن هناك العديد من المواطنين من كبار السن والشباب والأطفال وقعوا ضحية لتلك الآفة الخطيرة والطائشة من قبل مرتكبيها، منهم من توفاه الله ومنهم من أصيب بشلل أو بإعاقة جسدية وغيرها، ومنها ما تسبب بخسائر مادية ومعنوية أثرت بشكل كبير على مختلف مناحي الحياة.
مع الكثير من التحذيرات الحكومية والأجهزة الأمنية والعديد من الاتفاقيات المجتمعية ووجود القوانين والتعليمات الصارمة، إلا أن هنالك العديد من المواطنين الذين ما زالوا مصرين على الوقوع بهذه الآفة للتعبير عن فرحتهم بطريقة خاطئة نتيجة الاستهتار واللامبالاة وضعف النازع الديني والأخلاقي.
الجهات الرسمية وعلى رأسها وزارة الداخلية قامت مؤخرا بتعميم وثيقة لمنع إطلاق العيارات النارية بهدف الوصول إلى مجتمع خال من إطلاق العيارات النارية، وبهدف القضاء على هذه الظاهرة ومكافحتها فقد أجمع العديد من شيوخ ووجهاء ومخاتير ومؤسسات المجتمع المدني على نبذ ورفض هذه الظاهرة بالتوقيع خطيا على وثيقة ملزمة.
في لواء بني كنانة حرصت كافة الجهات الرسمية والأهلية على إنجاح هذه الوثيقة بكل الإمكانيات المتاحة حيث تم تعميم الوثيقة على كافة المؤسسات الرسمية والأهلية في لواء بني كنانة ومن خلال وسائل الاعلام وتوقيع أكبر عدد ممكن من المجتمعات المحلية لغايات تحقيق الهدف المرجو من الوثيقة التي تنسجم مع أعرافنا وعاداتنا الحضارية ،و الوثيقة تتضمن التأكيد على صاحب المناسبة بوضع لافتة واضحة في مكان المناسبة تتضمن منع إطلاق العيارات النارية ، تضاف على بطاقات الدعوة والدعوات المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي ، وقيام المدعوين بمغادرة موقع المناسبة فور البدء بإطلاق أي عيار ناري ، وإبلاغ الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات القضائية حيال ذلك .
إن المسؤولية الوطنية والدينية والأخلاقية تحتم على كافة المواطنين للوصول إلى مجتمع خال من إطلاق العيارات النارية ، الوقوف معا يدا بيد للتصدي لهذه الآفة الاجتماعية بكل الطرق المتاحة، وضرورة العمل الجاد على نشر التوعية والتثقيف بخطورة هذه الآفة ما بين الحين والآخر حتى نصل إلى ثقافة مجتمعية تحرم إطلاق العيارات النارية في كافة المناسبات الاجتماعية وغيرها.