عمّان- نيروز
صدر عن «الآن ناشرون وموزعون» أول عمل روائي للكاتب الصحفي تاج الدين عبدالحق بعنوان «الريح قبل هبوبها». تتناول الرواية التي تعد ثالث إصدار للكاتب تجربة مهنية ثرية امتدت لأكثر من خمسين عاما، بأسلوب سرد روائي تحرر فيه الكاتب من قيود الكتابة التسجيلية وترك لخياله فرصة القراءة التحليلية للبيئة المهنية التي عمل فيها وشكلت عناصر التأثير والتأثر في تطور مسيرته الصحفية.
ولذلك فإن رواية «الريح قبل هبوبها» لا تعرض سيرة شخصية بقدر ما تعرض سيرة البطل المخلَق الذي يمثل شريحة كبيرة لنماذج عديدة في المهنة نفسها وفي الحقبة الزمنية نفسها وهي بهذا المعنى خلاصة تجربة تطورت خلال مرحلة زمنية معينة وفي بيئة غير مواتية كان التطور المادي أبرز مقومات التغيير فيها.
قدّم الكاتب في الرواية التي تقع في (٢٣٦) صفحة وبلغةٍ سرديّة يوميّة بسيطة تتبُّعاتِ بطل الرواية والتحولات في مسيرته التي ترصد تجربة كلّ مَن عاش تلك الفترة والكيفيّة التي تقبّلوا فيها التغيّرات الكبيرة.
في هذا العمل الروائيّ نتعرّف على نماذج من الصحفيين العرب وخلفياتهم الفكرية والسياسية، وعلى صراعاتهم الفكرية والسياسية ومع محيطهم، كما نتعرّف على لمحات من الحياة في أبوظبي؛ إذ قضى المؤلف نصف قرن فيها وتابع من خلال معايشته لتطوّرها كيف قرّرت النهوض من بؤسها والانطلاق إلى مستقبلها الذي نعرفه ونراه اليوم مجسّداً وملموساً في أكثر من مظهر من مظاهر التطوّر في الجانبين المادي والمعنوي.
يقول عبدُ الحميد أحمد -الأمين العام لجائزة سلطان العويس والرّئيس السّابق لاتّحاد وكتّاب الإمارات- في تقديمه الرواية: «نحن أمام عمل سرديّ يروي شيئاً من تاريخ الصحافة في بداياتها بدولة الإمارات خصوصاً والعالم العربي عموماً، والتي تشخصنت من خلال أبطال هذا الكتاب الذين رمتهم أقدارهم للعمل في الخليج لتتوزّع حياتهم بين البحث عن الوظيفة/ الكرسي والوسادة/ السكن آخرَ الليل.
أما الكاتب د. يوسف الحسن فقال في تقديمه: " في هذه الرواية تظهر حالة الاندماج مع مهنة الصحافة وهي تحبو وتكبر وتتطور. لم يكن فيها المؤلف واعدًا أو مدعيًا.. كان يعايش همومها وخدوشها وقسوتها وفضولها ومغامراتها وما فيها من دفق حياتي اختلطت فيه الوجوه والنوايا والاندفاع والحيرة..".
يذكر أن تاج الدّين محمد عبد الحق كاتب أردني عاش معظم حياته في دولة الإمارات العربية المتحدة حيث تنقل بين مؤسساتها الصحفية.
وقد صدر له قبل عمله الروائي كتابين هما: «أعلام وإعلام» ٢٠١٥، و«للخلف در بين الدّين والسّياسة» ٢٠١٧. حصل على عدّة جوائز، منها: جائزة تقدير من جمعيّة الصّحفيين بدول الإمارات للخدمة الطّويلة، وجائزة الفيلم الوثائقيّ لـ«إرم نيوز» في مهرجان الأردن للإعلام العربي.