الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة لتحقيق استجابة طبية وإغاثية سريعة في حالات الكوارث الطبيعية والحوادث في المناطق صعبة الوصول شكل دافعاً لعدد من طلاب كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية قسم الهندسة الطبية في جامعة دمشق لتصميم طائرة صغيرة مسيرة "دراون”، للمساعدة في مثل تلك الحالات.
تصميم دراون إسعافي كان مشروع عمل كل من طلاب السنة الرابعة محمد التركاوي وميسم شعبان وغسان المصري وراحيل أحمد لنقل معدات عناية إسعافية لأماكن الحوادث والكوارث الطبيعية وغيرها العام الماضي، ولكن عند حدوث الزلزال الذي ضرب سورية في السادس من شباط الماضي لمعت فكرة تطوير هذا الدراون للبحث عن ناجين.
يشير التركاوي الذي كان من أحد فرق الإنقاذ في حادثة انهيار جزئي لمبنى في منطقة حرستا نتيجة الزلزال إلى أن الاستخدامات غير التقليدية للدراون تقدم فائدة كبيرة خارج مصفوفة العمل التي تعود مالكو مثل هذه التقنيات عليها، وأغلبها يستخدم في التصوير والرصد فقط، مبيناً أنه باستخدام الدراون الذي توصلوا إلى تصميمه لا حاجة لإيقاف عمل فرق الدفاع المدني التي تستخدم الآليات بمختلف أنواعها، وذلك لأن الدراون يستطيع استشعار مكان وجود أحياء ضمن بيئة العمل والإنقاذ حتى لو كانت مصحوبة بضجيج كبير.
وعن مميزات الدراون المصمم تبين شعبان أنه عند التحكم به وتوجيهه للهبوط على الركام في موقع محدد، ومن خلال حساسات متوضعة عليه يمكنه قياس كمية غاز ثاني أوكسيد الكربون الناتج عن عملية تنفس الأحياء المتراكمة داخل تلك الأماكن المحصورة، وهذا يعطي مؤشراً جيداً على وجود ناجين.
ويوضح المصري أن الحصول على خدمات طبية إسعافية في أماكن الحوادث يعتبر من أهم العوامل التي تنقذ حياة الأشخاص، لذلك تم تصميم الدراون وتزويده بالعديد من التقنيات التي تسمح لهم بتنفيذ إجراءات سريرية ضرورية مثل تخطيط القلب بعد إنقاذ الناجين من تحت الركام وقياس أكسجة الدم ونبضات القلب، وذلك باستخدام حساسات موصولة بجهاز لابتوب محمول.
ويضيف المصري: إنه يمكن أن يحمل الدراون حقيبة إسعافية بوزن 100 غرام فيها أدوية مهمة، مثل "الأدرينالين أو المورفين”.
الصعوبات التي رافقت تطبيق الأفكار لتصميم دراون يمكنه القيام بمثل هذه المهام بينت أحمد أنها تجلت في الحصول على المواد الأولية التي دخلت في تصميم الدراون، أهمها المحرك القوي والمناسب لحجم الدراون وطبيعة المهام التي يمكن أن يقوم بها، إضافة إلى تحليقه لفترات ربما تكون طويلة ناهيك عن الهبوط المتكرر في مكان الحدث.