تعالوا نستذكرها قبل أن تندثر من قاموس العملية الإنتاجية الوطنية
في الحصاد يذهب الحصادون لميدان العمل قبل بزوغ أشعة الشمس فالحصاد مع الندى اخف تقلا على أيدي الحصادين
مهمة الحصاد تنحصر في قص القش وتجميعها بحزم صغيره نسميها الغمور
ويتم تقسيم الأرض المزروعة إلى عدة وجوه وبعد الانتهاء من حصاد الوجه الاول يرسم كبير الحصادين لوحة جديدة للوجه الثاني والثالث وهكذا دواليك
وقبل انتهاء نهار الحصادين
يأتي دور الغمارين حيث يقوم الغمار بجمع الغمور ونقلها إلى كومة قش اكبر نسميها الحلة
وبعد ان يتم تجميع محموة من الحلل يبداء دور الرجادين وهنا نستخدم وسيلة انتاج جديدة نسميها القادم المصنوع من الخشب وله مرابط خشبية وحبال تقبض على القش قبضة قوية تمنعه من الانفلات
ووسيلة النقل كانت أما حمارا أو بغلا أو كديشه أو جملا
وسائق هذه الأداة شاب لم يخرج بعد من سن الطفولة فقد يبلغ عمره بين ست سنوات والعشر سنوات
يذهب بالحمل نحو البيدر ويفك ربطة الحبل من مكان محدد مسبقا فينفلت الحمل ويقوم بترتيب القش بشكل هندسي جميل لكي يكون البيدر متناسقا
وبعد الانتهاء من كل هذه المراحل تبدأ مرحلة الدراس
ويستخدم هنا عمال أشداء يحملون الشعبه(الشاعوب) لفرد البيدر على شكل قرص
وهنا تستخدم الحمير أو البغال في عملية الدراسة ويتم ربط عدد من هذه الدواب بحبل نسميه القرن ويبداء الدوران على قرص القش وقد يستخدم البعض الآخر بغلا ولوح خشبي مرصع أسفله بصخور صوانية مدببة وهناك من يستخدم النورج وهي عجلات حديدية تربط بالدابة كالثور أو البغل أو الحمار ويدورون بها على قرص القش
وبعد كل فترة وفترة يقوم المعلم بعملية ترديد القش وقلابته لاستكمال عملية الدرس وتستمر الحالة حتى يطيب البيدر ويصبح القش ناعما وعندما تأخذ بكفك شيئا منه وتنفخ عليه لا تشاهد الاتبنا وحب
وهنا يتم تجميع البيدر المدروس على شكل هرمي بانتظار عملية التذرية
وعملية التذرية تتم في الغالب ليلا حيث يكون الهواء ناعما وهادئا
وتستخدم الأداة المخصصة لذلك اسمها المذرأة وهي تشبه الشعبة والمصنوعه من الحديد والمذرأة من الخشب
وبعد ان يتم عزل الحبوب عن التبن
يجمع الحب بعد الكربلة كومة واحدة نسميها العرمة ونضع بينها وبين كومة التبن فاصل
وهنا تبداء مرحلة كيل الحب وأداة القياس لذلك هي النصمد وهي وعاء خشبي يعتبر أداة كيل في بلاد الشام وكنا نجلبها من الشام
وتبداء عملية العد بذكر اسم الله مع الارقام فمثلا بدل واحد نقول الله واحد وبدل اثنين نقول ما له ثاني وبدل سبعه نقول سمحه وبدل ثمانية نقول أمانة
حتى ننتهي من هذه العملية ولاتنسى أن رب العمل يستخرج اول نصمد لوجه الله ونحن في اسرتنا كنا نستخرج النصمد الاول للخضر والبعض يقدمه باسم نصمد الخليل
ومن ثم تبداء عملية التخزين ودفع ديون العام المنصرم من المنتج وبعد توفير مؤنة السنة وخلاص الدين يتم بيع باقي المنتوج لتوفير التزامات الافراح وحاجات البيت من ماكل أو ملبس ومستلزمات المدارس للأبناء أو التوسع بإضافة غرفة للسكن او بناء صيرة الغنم
ورغم قسوة تلك الظروف كنا في نهاية الموسم نعيش سعادة لانظير لها