حذر أطباء متخصصون في أمراض الكبد والجهاز الهضمي من ارتكاب البعض للعديد من العادات الخاطئة على مدار اليوم من شأنها تدمير الكبد ، ومن ثم إصابته بالتليف وانتشار الخلايا السرطانية بجميع أجزائه على المدى البعيد، مؤكدين أن تلك العادات يمكن أن تتسبب في الوفاة بنسبة كبيرة.
وأوضحوا في تصريح خاص لـ "البيان" أن الكبد يمثل جزءاً مهماً من جسد الإنسان، فهو يساعد على تنقية الجسم من السموم وإنتاج العصارة الصفراء المسئولة عن هضم الطعام، بجانب العديد من الوظائف الأخرى الحيوية التي تسهم في راحة الجسم ومده بالطاقة والنشاط المطلوبين على مدار اليوم.
وتفصيلاً أفاد الدكتور محمد عبد العزيز أخصائي أمراض الكبد والجهاز الهضمي بأن الأخطاء اليومية التي يقع فيها الكثير من الأشخاص على مدار اليوم تلعب دوراً مهماً في إرهاق الكبد كمرحلة أولى وإصابته بالقصور في بعض وظائفه كمرحلة ثانية، وتدميره بشكل كامل كمرحلة ثالثة بعد انتشار الخلايا السرطانية بجميع أجزائه.
واستنكر ما يرتكبه البعض من عادات خاطئة رغم التحذيرات المتلاحقة والحملات التوعوية التي تطلقها مختلف الجهات الصحية، مؤكداً أن الإفراط في تناول السكريات يعرض الكبد لخطر التدهن، لأن الجسم يخزن السكر الزائد عن حاجته على هيئة دهون حول الكبد، وهو ما يسمى بمرض الكبد الدهني غير الكحولي.
وتابع: يمثل مرض الكبد الدهني جسراً ممهداً للإصابة بسرطان الكبد مالم يتم تعديل نمط الحياة اليومي من خلال الإقلاع عن تناول الحلوى والمشروبات الغازية واستبدالهما بالفواكه الطازجة والعصائر الطبيعية كبديل آمن لاحتياجات الجسم من السكريات شريطة أن يكون ذلك بشكل معتدل.
وحذر الدكتور محمد عبد العزيز من الزيادة المفرطة في الوزن لأنها من أهم أسباب زيادة خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، داعياً إلى الالتزام بالحمية وممارسة الرياضة يومياً حتى ولو لمدة 30 دقيقة فقط ، لأنها تسهم بشكل كبير في تنظيم الدورة الدموية للجسم وخفض معدل الكوليسترول الضار فى الجسم.
ومن خطر الحلوى والسكريات إلى خطر المكملات العشبية التي شدد على ضرورة استشارة الطبيب قبل استعمالها، خصوصاً وأن الدراسات العلمية أثبتت أن بعضها يسبب الإصابة بالتهاب الكبد والفشل الكبدي نتيجة احتواء بعضها على مواد سامة، وفقاً لنتائج بعض الدراسات العلمية الصادرة مؤخراً.
وفي سياق متصل أشار عبد العزيز إلى خطورة تناول الأطعمة المشبعة بالدهون، فهي لا تقل خطورة عن السكريات بل تزيد في بعض الأحيان، مؤكداً أن العديد من الدراسات العلمية أثبتت أن جميع أنواع الأطعمة المشبعة بالدهون كالوجبات السريعة والمقليات واللحوم المصنعة تعد من أهم أسباب الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، الذي يتصدر أهم أسباب الفشل الكبدي.
من جانبه أكد الدكتور محمد الصافي خطورة تناول جرعات عالية من مكملات فيتامين (أ) على صحة الكبد، مشدداً على ضرورة مراجعة الطبيب قبل تناول أي أنواع من الفيتامينات، وذلك لتحديد الجرعات المناسبة لكل جسم وفقاً للحالة الصحية لكل شخص.
وأردف بأن الإفراط في تناول المسكنات يمثل خطورة بالغة أيضاً على صحة الكبد، خصوصاً وأنها بمختلف أنواعها باتت عادة يومية يلجأ إليها العديد من الأفراد عند شعورهم بالصداع أو الإرهاق، وهو ما يتسبب بدوره في الإصابة بالتهاب الكبد السام والفشل الكبدي.
كما حذر الصافي من خطورة تناول المشروبات الغازية والكحولية لما لها من أضرار بالغة على صحة الكبد، حتى ولو تم تعاطيها بنسب قليلة ولكن بشكل متكرر، مؤكداً أنها تسبب تدمير الكبد على المدى البعيد، خصوصاً الكحولية منها.
وفيما يخص المشروبات الغازية، أكد قائلاً: قد لا أكون مبالغاً إذا قلت إن درجة خطورتها تقترب من خطورة المشروبات الكحولية، خصوصاً لمن يدمنون عليها بشكل يومي، فقد أثبتت الأبحاث العلمية أن هؤلاء الأشخاص الذين يتناولون الكثير من المشروبات الغازية أكثر عرضة للإصابة بأمراض الكبد.
وأخيراً دعا الدكتور محمد الويهي استشاري طب الأسرة إلى محاربة السمنة بمختلف اشكالها لأنها تمثل جسراً ممهداً لاعتلال مختلف الأمراض، محذراً من الافراط في تناول الدهون لتفادي زيادة الوزن الذي يسهم بدوره في ترسيب الدهون داخل الجسم ككل وخلايا الكبد بشكل خاص، وهو ما ينجم عنه تضخم الكبد وإتلاف خلاياه والمعروف طبياً باسم تليف الكبد.
وقال: الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض الكبد الناتجة عن ترسيب الدهون فيه، مضيفاً أن مرضى السكر قد يصابوا بنفس الشيء نتيجة اضطراب بعملية التمثيل الغذائي للدهون داخل الجسم، لذلك من الضروري اتباع حمية مناسبة وممارسة الرياضة بشكل يومي كعلاج فاعل لتلك المشكلة .