يعتبر من الرعيل الأول الذهبي في حقول التربية و الإعلام و الصحافة ، و صحفي موضوعي في نقل المعلومة من النسق الرفيع ، وتربوي مخلص صاحب سيرة تربوية طويلة نعتذر عن تقديمها بشكل مفصل حتى لا يطول المقال و أختصرناها بذكر السيرة الذاتية فقط ضمن سياق المقالة وركزنا على الجانب الصحفي الإعلامي و الإجتماعي .
وصف بالصحفي الحكيم ، صاحب الشخصية المتزنة، صابرة على الظلم حليمة عند الشدائد، مترفعة عن صغائر الأمور و سفاسفها ، فلا تثيره جعجة القوم و لا قلة حشمة من يحدثونه ، فلا يرد أحداً يطلبه و لا ينحاز لقريب ليخدمه ، إنما ينحاز إلى الحق ، يقف مع الجميع على مسافة واحدة، لا تغيره الظروف وأسودادها، و لا تحبط من عزائمه نوائب الدهر و منغصات الحياه ، لا يفتر نشاطه و لا يخبت أنواره و لا يذبل نواره، مضيئاً في صحيفته، و يشار له بأطراف البنان .
فيما وصفه آخرون بالصحفي ذات البصيرة النافذة و التواضع الجٌم و الحِلم الكبير ، المعروف في حكمته و صبره في المواقف الصعبة و تحمل الأذى بما يوجه إليه، ينطبق عليه بيت الشعر القائل :
كنْ كالنخيل عن الأحقاد مرتفعا
يُرمى بصخرٍ فيُلقي أَطيبَ الثمرِ
يعتبره البعض بشخصية إعلامية ذات خبرة واسعة في مختلف المجالات ، وتنوع خبراته في التعليم و مختلف وسائل الإعلام من صحافة وغيرها ؛ كونه من الصحفيين القدامى ، علاوة على أنه صاحب فكر تربوي وإعلامي من الطراز الرفيع للغاية ؛ ذو الصيت الذائع في كتابة التقارير التي تلقى صدى و إهتمام عند القراء والمسؤولين لدقته و موضوعيته ، لا سيما أنه مفوهٌ في حواره الإعلامي المقنع، ذو هيبة و ممن يمتلكون لساناً دافئا لا يضع الكلمة إلا في مكانها و يضع النقاط على الحروف ، يزنها قبل أن تتهادى من فيه ، يستمع للكبير وللصغير فلا يرد أحدا يسأله و لا مستغيثٌ يطلبه ، يقف مع الجميع دون تحيز و لا تفريق .
لا أخفيكم أنني من المعجبين بهذه الشخصية الإعلامية منذ سنوات طويلة قاربت على (٢٠) سنة و هو لا يعرفني و لا أعرفه ، حيث لم نلتقي معا ، عندما كنت في الثانية والعشرين من العمر ، كنت أتابع تقاريره الصحفية على جريدة الغد قبل ظهور ما يسمى بصفحات التواصل ، كنت أذهب إلى السوق لأشتري الصحيفة من أجل قراءة ما يكتبه الصحفي القطامين ، وزاد إعجابي بشخصيته لاحقا عندما أصبحت كاتباً صحفياً ، كنت أخفي إعجابي بالرجل ، كنت أحسبه لا يحب ما أكتب و أنه صعب المزاج ، و بعد سنوات طوال أكتشفت بالصدفة أن الرجل لا يتحفظ على ما أكتب و أنه يشجع الكتابة في الطريق الذي أسير عليه ، و أذكر أنه قال لي :" أكتب وفق ما يمليه عليك ضميرك و لا تكترث لأحد و لا تتأثر ممن حولك" ، وقتها شعرت بالدهشة بسبب فكرة ترسخت في ذهني عنه أن الرجل يكتب في جريدة وطنية و ربما تكون مواقفه متحفظة .
عُرف عنه التواضع ، فهو للأمانة لا يظهر عمله الخفي الخيري في تلمس جيوب الفقر و مساعدة الفقراء في جلب المساعدات لهم إرضاءً لله تعالى عندما كان صحفيا من الطراز الرفيع في جريدة الغد قبل زهاء (٢٠ ) سنة ، حيث كنت أراقبه من بعيد لشدة إعجابي به، ولم تكن بيننا علاقات في ذلك الوقت .
كان يستغل مهنته الصحفية لنصرة الفقراء والمظلومين ونصرة من يتعرض للظلم وكتابته عن التخصصات قليلة التعيين مثلا ، فهو من الصحفيين القلائل الذين تأثرت بشخصيتهم و قلبه الواسع الكبير ، فأنا اعتبره استاذي رغم أنني للأسف لا ارتبط معه بعلاقات إجتماعية لغاية هذه اللحظة بإستثناء لقاءات بالصدفة و لقاءات قبل ساعة من كتابة هذا المقال لإضافة السيرة الذاتية للمقال ، وكنت في السابق اتابعه من خلال القنوات الإعلامية وشهادات الناس بحقه، فهو يلفت انتباهي بشدة عندما كان يقدم التقارير الصحفية الرائعة في جريدة الغد بعد بحث طويل وهو يتجول في سيارته القديمة .
و كنت أشاهده يتحرى فيها تقاريره الصحفية ، و كان وقتها يحمل معه زجاجة من الماء حتى لا يكلف الناس أي أشياء من الضيافة ، و كنت أنبهرُ من تواضعه الجميل للغاية بالرغم أنه صحفيٌ يعمل في جريدة مشهورة ، في وقتها ايقنت أن هذا الصحفي يجب أن يكرم في المستقبل خير تكريم، وأتشرف أن أكتب عن سيرته المخفية المطرزة بالذهب والألماس وما تحتويه من درر و ياقوت بالرغم أنه لا يحب الكتابة عنه ولا يحب الظهور .
ولد الأستاذ الصحفي فيصل القطامين في مدينة الزرقاء عام (١٩٥٦ ).
درس الصف الأول في مدرسة البتراوي الأبتدائية في مدينة الزرقاء سنة (١٩٦٤) ، بعدها انتقل إلى مدرسة النمتة الإبتدائية ، ومن الصف الثالث و حتى الخامس الإبتدائي في مدرسة معان الإبتدائية للبنين ، و من الصف السادس و حتى الثالث الإعدادي في مدرسة السلع الإعدادية، حينها كان نظام الإمتحان(المترك) الذي قدمه في الطفيلة و الذي اجتازه ليكمل المرحلة الثانوية في مدرسة الطفيلة الثانوية للبنين سنة( ١٩٧٤ ) واجتاز شهادة الدراسة الثانوية العامة بمعدل أهله ليكون ترتيبه السادس من العشر الأوائل على لواء الطفيلة و كانت وزارة التربية والتعليم تقدم منحة دراسية للعشر الأوائل في كل محافظة و لواء ليدرس في الجامعة الأردنية تخصص الجغرافيا .
و في العام (١٩٧٩) تخرج منها ليدرس بتخصصه الجغرافيا في مدرسة عين البيضاء الثانوية للبنين لمادة الجغرافيا ، و تخلل ذلك تدريسه لمادة اللغة الإنجليزية للصفوف من الخامس وحتى الثامن و لمدة (١٣) عاماً جنبا إلى جنب مع تخصصه الرئيس مادة الجغرافيا .
وفي عام (١٩٩٠) حصل على دبلوم التربية، و في العام (١٩٩٥) انتقل مساعداً لمدير مدرسة الأمير الحسن في الطفيلة .
وفي العام (١٩٩٦) تمت إعارته إلى سلطنة عمان مدرسا و لمدة عام واحد ليعود في العام (١٩٩٨) مساعداً لمدير مدرسة عين البيضاء وفي نفس العام تسلم إدارة نادي معلمي الطفيلة الذي أسس في نفس العام و أستمر مديراً له مدة خمسة أعوام .
و في العام (٢٠٠٣ ) تم أحالته إلى التقاعد لتكون مدة خدمته نحو (٢٤) عاماً .
وفي العام (٢٠٠٤) التحق للعمل في صحيفة الغد التي اسست في نفس العام، و عمل فيها مراسل صحفي حتى العام( ٢٠١٨) لبلوغه (٦٠) عاماً من العمر و بعد ذلك تسلم رئاسة عدة مواقع إلكترونية و مجلات متخصصة و التحق مؤخرا بصحيفة صدى الشعب إلى هذا التاريخ .
كتب طيلة فترة عمله الصحفي في العديد من المواضيع الخدمية التي كانت تلقى استجابة من الجهات المعنية الرسمية، فكان يرى ما كتب يتبلور على شكل نتائج إيجابية على ارض الواقع ، حيث كانت كتاباته تلقى صدى لدى المسؤولين بسبب دقتها و توازنها و عدم الغلو أو المبالغة فيها، كما ركز في كتاباته على فئة مجتمعية كانت تعاني الفقر والعوز و حقق لها بعضاً من احتياجاتها الأساسية كمساكن الأسر العفيفة و المساعدات العينية والغذائية وغيرها من أشكال المساعدات التي يحصل عليها من جهات داعمة .
واخيرا تنحني هاماتنا وترفع قبعاتنا للصحفي الصادق والتربوي الجليل صاحب القلب الكبير احتراماً وتقديراً، فأنت واحدٌ من جيل الصحفيين الأفاضل المؤمنين بالرسالة الإعلامية العظيمة، الناكرين للذات، المحبين للغير من ذلك الزمن الجميل الذي يتميز برزانته و بريقه ، و كرم عطائه، فلك التحية على هذه المسيرة الزاخرة بالعطاءات و الإنجازات ، ومشوار حياة في السلك التعليمي و العمل الصحفي و الإجتماعي. جزاكم الله خيرا على هذه الرحلات التربوية والإعلامية التي تتدفق منها خبرات معرفية وسلوكات واقعية وأدام عليكم الصحة و العافية لتستمر مسيرة عطاؤكم في خدمة الوطن والمواطن في ظل القيادة الهاشمية المظفرة .
وأخيرا وليس آخرا، أسأل الله تعالى أن يُكرم هذا الصحفي الكبير الإنساني والقامة الإعلامية المعروفة الأستاذ فيصل القطامين من قبل المسؤولين؛ لما قدمه من إنجازات وعطاء منقطع النظير ابتغاء مرضات الله .