يتعلم الإسرائيليون من مآسيهم، ويجدونها فرصة ثمينة لتخفيف آثارها المهولة عليهم، ويزجّون بكل القوى والأحزاب ويوحدونها
في منظومة تُرضي الرأي العام وتطمئنه وتوحده خلف قيادة وإدارة الصراع.
فهل تبادر القيادات السياسية الفلسطينية إلى وضع "الفصائلية" والانقسام المدمر طويل الأمد، جانباً، ولو الى حين، وحتى تمر عاصفة الثأر الصهيوني المدمرة ؟!
فها هو نتنياهو يدعو أعداءه الأشداء ومعارضيه الألداء، زعيمي المعارضة يائير لابيد وبيني غانتس، إلى الانضمام لحكومة طوارئ موسعة.
ويرد غانتس "اننا ينظر بإيجابية إلى إمكانية المشاركة في حكومة طوارئ طوال مدة الحرب، وإن الحكومة ستحظى بالدعم الكامل لأي إجراء أمني مسؤول وحازم".
لقد تمكن فصيل فلسطيني واحد هو حركة حماس من إلحاق هزيمة مذهلة باسرائيل كلها: شعبها وجيشها واحتياطييها وموسادها وشاباكها وشينبيتها والوحدة 8200 والمستوطنين والمستعربين والجواسيس والعصافير والخبراء،
فكيف لو توحدت قوى الشعب العربي الفلسطيني الهائلة، وانخرطت في جبهة وطنية متحدة، ذات عَلم واحد وقيادة موحدة ؟!!
إبان الغزو النازي الألماني لأوروبا، ورغم كل جبروت هتلر وهيلمانه، قال قائد المقاومة البلغارية الوليدة جورجي ديمتروف: "النازية ليست قَدراً".
وقال ديمتروف الذي اصبح رئيسا لوزراء بلغاريا بعد تحريرها عام 1945 "أن شروط هزيمة الاحتلال النازي متوفرة في وحدة القوى المناهضة لها.
ونقول بكل ثقة واطمئنان وبلا اية اوهام: "الصهيونية ليست قَدراً".
ويؤكد ديمتروف أن النصر على النازية والفاشية والاستعمار، ما تحقق للشعوب كافة، إلا بالجبهات الوطنية.
إذن، أمام الشعب العربي الفلسطيني مهمتان لا مفر من انجازهما لإلحاق الهزيمة بالصهيونية والانتصار عليها، هما:
1- الوحدة الوطنية ووقف الانقسام المدمر.
2- بناء الجبهة الوطنية، التي تزج في أتون الصراع والكفاح، طاقات شعب فلسطين العربي.
إن كل مواطن أردني يتطلع بفخر واعتزاز إلى شعب فلسطين العربي المناضل الذي قام ونهض وهبّ للحصول على الحرية والكرامة والاستقلال، وينظر حزينا إلى قيادات الشعب العربي الفلسطيني التي تعمدت بالكفاح والمقاومة والدم، وهي تراوح مكانها ولا تلتقط الشرط الأساسي الجوهري الوحيد، وهو الوحدة الوطنية كمقدمة ضرورية للجبهة الشعبية الوطنية.