يمثل خطاب العرش السامي طوال تاريخ مملكتنا العزيزة، رؤية ملكية شاملة لجميع مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والدبلوماسية الأردنية، حيث يتضمن التوجيهات السامية للجهات التشريعية والتنفيذية المعنية للسير على ما ورد فيه من مرتكزات وطنية أساسية، يتوجب الانطلاق منها عند صياغة البرنامج الحكومي والتشريعات والقوانين التي سيناقشها مجلس الأمة ( الاعيان والنواب)، وتالياً توشح بالارادة الملكية السامية.
ويمكن القول بأن خطاب العرش السامي وتوجيهات جلالة الملك حفظه الله التي يصرح بها جلالته في اللقاءات والاجتماعات مع المسؤولين، اضافة الى الأوراق النقاشية الملكية، جميعها تعتبر منظومة عمل متكاملة تساهم بشكل كبير في اعداد خطة الاصلاح والتنمية والتطوير في بلدنا، وخطاب العرش الملكي السامي بالامس في افتتاح دورة مجلس الامة التاسع عشر ، اشار الى مضامين وطروحات مهمة على الصعيدين الوطني والدولي المتعلق بالقضايا والمستجدات على الساحة الدولية وبالطبع في مقدمتها القضية الفلسطينية، وفيما يخص الصعيد الداخلي كانت اشارة جلالته واضحة لمسألة البناء والتعزيز والتحديث، ثلاثة مرتكزات مترابطة أي أن البناء المؤسسي يتم صيانته والحفاظ عليه بتعزيز نظمه وادارته والقيام بتحديثات شاملة مبنية على الاحتياجات والتطلعات، وهذه الرسالة الملكية الوطنية توجيه مباشر للاصلاح الشامل( اقتصاديا واداريا واجتماعيا)، الذي يضع في نظره الاهتمام بشراكة الشباب والمرأة، خاصة ان هذه الفئات الوطنية ركن مجتمعي خلاق أصبح يمتلك الارادة والمهارات اللازمة لتغير النمط الاقتصادي والاداري السائد، والذي يتفق جميع ابناء الوطن انه يحتاج لمراجعة ومعالجة مواضع الخلل فيه.
ان الحفاظ على مسيرة دولتنا العزيزة وما تتمتع به من ديمقراطية واتجاه نحو التحديث والاصلاح، يحتاج بالضرورة الى ارادة فاعلة مجددة تزيل من ذهنها بعض المسائل العالقة والتي للاسف جعلت من الشباب والمرأة طرف خارج دائرة الاصلاح البرامجي التنفيذي، باستثناء الاشارة الرمزية لهم في البرامج والخطط الورقية، التي لم تصل حد التنفيذ، وهنا يمكن القول بكل وضوح وقوة أن جلالة الملك يريد للشباب والمرأة الافضل والمشاركة العملية سواء بصناعة القرار وادارة البرامج كذلك في ان توجه لصالحهم انشطة المؤسسات الوطنية.
ان خطاب العرش السامي يعيد التاكيد الملكي المتكرر دائما بان الادارة التقليدية بكافة مواردها لم تعد تلبي الامل والتطلع بمئوية اردنية تعزز تنميتنا وانجازاتنا التي يقودها الهاشميون والشعب الاردني خلفهم بكل ولاء وانتماء، اتطلع كغيري من ابناء الوطن المخلصين بان ينطلق كل مسؤول من خطاب جلالة الملك لتكون هناك معالم واضحة لتشاركية مؤسسية ينتج عنها ثمار حقيقية يلمسها الافراد، واتطلع ان يكون عنوان المئوية الثانية نهضة جديدة تقود ها اجيال شبابية مميزة ومختصة يكون للمرأة مساحة كافية.
حفظ الله الاردن قيادة وشعبا وجعل من مئويتها القادمة محطة فخر واعتزاز ، بلدا نفاخر به العالم على الدوام.