ما أكثر القصص القادمة إلينا من تحت الركام والأنقاض .. إنها تطوف كل وسائل التواصل الاجتماعي. ومع كلّ قصّة نشهق ونبكي ونحوقل.. كلّها قصص اللحظات الأخيرة وكيف تغيّر مجرى تاريخ أصحابها..؟!.
لغاية كتابة هذه السطور زاد الشهداء المعروفين المعلومين عن 4500..! كُلفة بشريّة عالية جدًا في حرب يؤكّد شُذّاذ الدولة اللقيطة أنها ما زالت في بدايتها.. وأهل غزّة باقون وصامدون يرفضون التهجير والاستسلام ومن دمهم يدفعون ثمن كرامة العرب ويشترون بأروحهم جِنان الله.
أتعلمون ماذا يعني للآن 4500 شهيد؟ يعني 4500 قصّة.. لو طُفتم عليها قصّة قصّة لقضيتم العمر في دهشة وعدم اتزان لما ستسمعونه من تجلّيات القَدَر ومفارقاته..!
ستجدون بينهم من كتب عن الشهادة في اللحظات الأخيرة ونالها.. ستجدون من جهزّ بيت الزوجية ولبس الكفن بدل لباس العرس.. ستجدون من نال شهادة التوجيهي بتفوّق ونال بعدها شهادة الوفاة.. ستجدون من تخرّج من الجامعة وتخرج بعدها من الحياة.. ستجدون أعطاها الله ولدًا بعد صبر سنين وأخذه إليه قبل قليل.. ستجدون من كان يبحث عن أهله بين الركام وبعدها وجده أهله بين ركام آخر.. ستجدون من صالحَ عزيزًا عليه في اللحظة الأخيرة قبل القصف وذهبا سويًّا يكملان الصلح عند الله.. ستجدون من خبّأ ملابسه الجديدة لكي يلبسها بعد الحرب فذهب وتركها مِزَقًا .. ستجدون وتجدون وتجدون..!
إنها الحرب المجنونة الدامية أمّ القصص والمفارقات.. وستظل حكاياتهم تطوف كلّ لحظة موبايلاتنا مع المخيال الشعبي ونحن نستقبل ونأسى ونبكي و لا نستطيع فعل شيء لأن هناك من ينوب عنّا في الموت والكرامة..!
سلام على أرواح الشهداء الذين من شهداء وجرحى يولدون.. سلام على كل قصّة وحكاية لم تكتمل لأن الدولة اللقيطة قصفتها .. سلام على فلسطين كل فلسطين .. عسى أن نكتب التاريخ هذه المرّة ولا يكتبه أحد عنّا..!.