حمل حديث جلالة الملكة رانيا العبدالله المعظمة على شبكة CNN حول العدوان الصهيوني على غزة الكثير من المعاني السامية والرسائل الهامة في العديد من الجوانب.وقد ترك حديث جلالتها إنطباع إيجابي لدى الشعب الأردني خاصة والشعوب العربية عامة أنه سيحقق قريباً تحول إيجابي في بعض المواقف الدولية الداعمة للعدو الصهيوني لتأثيره القوي بما كشف خلاله عن حقائق كانت غائبة وأظهر بشكل مباشر سياسة التمييز السافر بين شعوب العالم في ظل غياب واضح للعدالة.
تأتي أهمية هذا الحديث لكون جلالة الملكة رانيا قد خاطبت قادة وحكومات وشعوب دول العالم بشكل عام والدول الداعمة للعدوان الصهيوني الغاشم بشكل خاص من منطلق إنساني بحت،كونها أم عربية مسلمة تشعر تماماً بما تشعر به أي أم بالعالم من الم وحسرة عند مشاهدة المناظر المؤلمة لقتل الأطفال في غزة وفي أي مكان آخر،دون أن يكون العرق أو الدين أو الجنسية هو المحرك الرئيسي لهذه المشاعر الإنسانية،التي كشفت أحداث غزة تجرد وتخلي الكثيرين عنها.
هذا الجانب (الإنساني) الذي إختارته جلالة الملكة بكل ذكاء ليكون مدخلاً لحديثها الموجة للغرب يمكن أن يكون الأكثر تأثيراً عند مخاطبة الضمير الإنساني الدولي من خلاله،وأنه سيُحدِث أثراً إيجابياً فارقاً لدى بعض القادة والمؤثرين بالقرار الدولي وسيعزز القناعات وسيزيد بلا شك من حجم ومستوى المطالبات والتفكير جدياً بضرورة وقف إطلاق النار في غزة،لأن حديث جلالتها ذهب إلى ما هو أبعد من هذا بإظهار حقيقة العدو الصهيوني الغائبة والمغيبة عن شعوب العالم وأن الحقيقة باتت تتكشف بإظهار زيف ومزاعم وكذب رواية العدو الصهيوني،بإشارة جلالتها إلى أن معاناة الشعب الفلسطيني لم تبدأ من السابع من أكتوبر فحسب وإنما معاناته بدأت ومستمرة منذ ما يزيد على 7 عقود من الزمن تعرض خلالها الشعب الفلسطيني لإرهاب المحتل الصهيوني الذي مارس أشد انواع الظلم والغطرسة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل صاحب الحق التاريخي والشرعي بأرضه-أرض فلسطين التاريخية-من تجويع وسجن وتنكيل وتشريد وتهجير وتقتيل دون أي مراعاة للشرائع السماوية والمشاعر الإنسانية والمعاهدات والإتفاقات الدولية.
وقد نوهت جلالتها إلى حالة الإنفصام بالمشاعر الإنسانية التي يعاني منها بعض قادة الدول الغربية الذين أدانوا مقاومة الشعب الفلسطيني للمحتل الصهيوني بينما أيدوا مجازر العدو الصهيوني ضد شعب أعزل بأكمله ... وتباكوا على موت المحتل ولم يكترثوا لقتل طفلٍ فلسطيني أو إمرأة فلسطينية أو شيخ فلسطيني مُسن.
كما اشارت جلالة الملكة إلى حالة الإحباط وخيبة الأمل لدى الشعوب العربية من مواقف الغرب الداعمة والمؤيدة للمحتل الغاصب بتزوير الواقع وإخفاء الحقائق بهدف تضليل الرأي العام العالمي بإعتبار المُعتدي في حالة دفاع عن النفس والمدافع عن أرضه وماله وعرضه إرهابي.
وقد أوصلت جلالتها رسالة ضمنية إلى العالم أجمع مفادها،متانة وقوة جبهتنا الأردنية الداخلية وأن الأردن بمكوناته كافة متحداً وملتفاً حول قيادته الهاشمية وداعماً لمواقف جلالة الملك الثابت من القضية الفلسطينية.
كما يحمل حديث جلالة الملكة رسالة هامة للعالم الغربي يجب التنبه إليها جيداً وهي أن العالم العربي بات على قناعة ليس فقط على أن الغرب يتحمل تبعات إرهاب العدو الصهيوني لا بل ومؤيداً له أيضاً،يدعمه بالمال والأسلحة والذخيرة والخبراء العسكريين والجنود ويوفر له غطاءً دبلوماسياً وإعلامياً كبيراً.وهذا الأمر الشنيع والمحبط الذي يتسبب بخذلان الشعوب العربية من شأنه أن يساهم بشكل كبير في صناعة الكراهية بين الشعوب العربية والشعوب الغربية،يوفر بيئة فكرية وعقائدية حاضنة للعنف والإرهاب.كما أنه يُعزز فكرة أن كل ما يجري يمكن تفسيره على أنه حملة صليبية-صهيونية جديدة تُشن ضد أمة العرب والإسلام.
ختاماً وفي ظل ما نشهده من تعاطف دولي كبير غير مسبوق مع الصهاينة لا أستبعد أن نشهد لطمية أخرى يحييها العالم الغربي في السابع من أكتوبر من كل عام
حفظ الله جلالة الملكة رانيا العبدالله المعظمة وأمد بعمرها في ظل مولاي صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد المعظم.