نيروز الإخبارية : أشهر الكاتب والفنان محمد الدغليس، كتاب سيرته الذاتية "زنبقة الصخر"، مساء أمس الخميس، في دائرة المكتبة الوطنية بعمان، وسط حضور جمع من المثقفين والأكاديميين. وتضمن حفل الإشهار الذي أدارته الكاتبة الدكتورة دلال عنبتاوي، مداخلات نقدية، للشاعر الدكتور راشد عيسى، وللناقد الدكتور زياد أبو لبن، وللكاتب والشاعر محمد سلام جميعان. وقال عيسى في مداخلته التي حملت عنوان "بورتريه لمحمد الدغليس": "لما كان الشعر والرسم توأمين.. فالرسم شعر صامت والشعر رسم متكلم، من هنا نراه يوظفهما ليس في عمله الهندسي المدني فحسب، وإنما في أسلوب حياته وفي سجايا تعامله مع من حوله سواء أكانوا بشراً أم شجراً أم طيوراً أم أعشاباً أم حيوانات أم جماداً". فيما أشار أبو لبن في مداخلته إلى أن سيرة الفنان التشكيلي محمد الدغليس تحفل بأحداث متشابكة مع الواقع الاجتماعي والعملي والعلمي، بدءاً من مرحلة الطفولة وصولاً إلى العمل المهني، وقال: "هذه السيرة تمثل الجزء الأول من حياته، سيتبعها بجزء ثانٍ يتعلق بسيرته في الفن التشكيلي وما أحاط بها، ومَن يقرأ هذه السيرة سيكتشف حجم المعاناة التي مرّ بها دغليس في حياته، معاناة ملؤها الألم والأمل معاً، وهي حياة الفتى الفلسطيني الذي عاش طفولته وسنوات قليلة من العمل في قريته "سلفيت" قضاء مدينة نابلس الفلسطينية". أما جميعان، فرأى في مداخلته، أن عنوان سيرة الدغليس "زنبقة الصخر"، يضع القارئ أمام المسؤولية الوجدانية إزاء ما سيقرأ. وقال: "لكم أن تتصوّروا صلادة الصخر وصلابته مقابل الزنبقة ورقّتها وليونتها، فكأنّ الوجود ينبثق من العدم، والممكنَ من المستحيل، والدغليس بهذا العنوان يرسم أمام القارئ حقيقة ذاته في تدوين المحكيات منذ طفولته وصباه حتى انتهاء مرحلة التعليم". وكانت عنبتاوي، قد قالت في تقديمها لحفل الإشهار، إن الدغليس، المهندس المعماري المتميز في عمارته والفنان التشكيلي، ما زال يقاوم للآن بريشته وألوانه وذاكرته التي ما غادرت فلسطين يوماً. وأضافت: "أراد الدغليس أن يحكي سيرة كل فلسطيني ويؤرخ ويوثق لذاك الظلم الذي عاشه وما زال يعيشه الفلسطينيون حتى الآن، من ظلم الاحتلال". وأشارت إلى أن تفاصيل كتاب "زنبقة الصخر"، تتقارب مع ما يجري الآن في غزة، من قهر وظلم وموت". وكان راعي الحفل، مدير عام دائرة المكتبة الوطنية، الدكتور نضال العياصرة، قد افتتح المعرض المصاحب لإشهار الكتاب، والمتضمن مجموعة من رسومات الكتاب بالأبيض والأسود.