يعتبر النقد بحد ذاته وسيلة قاسية لتعبير الأشخاص عن رأيهم تجاه شخص ما أو عمل أو حدث معين، وبالرغم مما قد يحتويه الانتقاد على الكثير من الصواب ومحاولة تصويب بعض النواقص أو الأخطاء، إلّا أنه لا يخلو من بث شعور السلبية في ذهن من يتلقاه، لذلك عليك التفريق عزيزي القارئ بشكل جوهري بين النقد البناء والإيجابي الذي يساعدك على التغيير للأفضل، وبين النقد السلبي الذي قد يؤذيك ويتسبب بشعورك بالإحباط والحزن.
وفي كل الأحوال لابد أن تتعامل مع النقد الموجه لك بحذر شديد، وأن لا تدعه ينال منك أو يعزز الشعور السلبي لديك ويتسبب بإحباطك، وأن تدرك أن المثالية المطلقة أمر شبه مستحيل، وأن فهمك لذاتك وتطوير مهاراتك سيساعدك بشكل كبير على تحقيق أهدافك وصقل ذاتك بشكل أفضل.
نقدم لك في ما يلي بعض النصائح المهمة التي يقدمها موقع Masterclass.Com والتي ستساعدك على التعامل مع النقد السلبي الموجه لك وتمكنك من فهمه والتعامل معه بشكل أفضل :
1- الاستماع الجيد:
حينما يوجه لك الآخرون انتقاداً سلبياً لابد وأن تكون أول خطوة لك هي الاستماع بشكل جيد لانتقادهم ومحاولة فهم الانتقاد الموجه لك والتفكير به بشكل موضوعي، فإن كان لدى الطرف الآخر إشارات ودلائل قوية على صحة ما يقول، فلا بد أن تأخذ هذا الانتقاد على محمل الجد وتفكر جيداً في تصويب بعض الأمور غير الجيدة التي قد تكون قد فعلتها حقاً؛ لأن فهمك للحقيقية سيساعدك بشكل كبير على التغيير الإيجابي في شخصيتك وتصرفاتك.
كما وأن استماعك الجيد للنقد السلبي الموجه لك سيعطي الطرف الآخر انطباعاً إيجابياً عنك ويعزز احترامه لك بأنك مستعد لتقبل نقده إذ كان صحيحاً. ولكن بالمقابل إذا وجدت أن الانتقاد الموجه لك غير صحيح ومبالغ فيه فإن استماعك بشكل جيد له سيمكنك من الرد عليه والدفاع عن نفسك بموضوعية وثقة ويجنبك إطالة النقاش أو تصعيد وتيرة الحديث.
2- الهدوء وعدم الانفعال:
إن هدوئك أمام نقد الآخرين يضفي عليك الثقة بنفسك ويعزز الانطباع الإيجابي عنك، فالتزامك بالرد والنقاش بموضوعية وعدم انفعال سيمكنك من قيادة النقاش بالشكل الذي يناسبك، لأن الانفعال الشديد منك وعدم تقبل النقد السلبي بالمطلق من شأنه أن يحول النقاش إلى مشكلة ويصعد من وتيرة الحديث ليبدو عشوائياً ودونما نتيجة، لذلك تذكر دائماً أن الإلتزام بالهدوء وتجنب الانفعال سيضفي عليك ثقة أكبر ويعزز ردودك الموضوعية ويُبقي على علاقة الاحترام بينك وبين الآخرين.
3- فهم النقد والتعلّم منه:
إن فهمك للنقد بموضوعية وتجرد من شأنه أن يدلّك على بعض نقاط الضعف أو النقاط السلبية في شخصيتك، لأن الكمال المطلق غير موجود وكل إنسان لديه بعض الجوانب السلبية التي ممكن تغييرها بشكل إيجابي إذا كانت لديه الإرادة في ذلك، لذلك فإن فهمك للنقد الموجه لك سيساعدك على معرفة بعض الجوانب السلبية والتفكير به وتعلّم كيفية تغييره للأفضل؛ لأن فهم المشكلة هو نصف حلها. مع الإشارة الى أن ليست كل الانتقادات السلبية التي قد توجه لك تحمل الصواب وتكون في مكانها، لذلك فهمك للانتقاد سيمكنك من تحليله والتفكير به وتقرير إذا ما كان موجود بشكل حقيقي أم لا .
4- لا تأخذ كل نقد على محمل الجد:
ليست جميع الانتقادات السلبية التي قد توجه لك حقيقية وموجودة بالمطلق، فقد يكون يعبر بعضها عن انفعال الطرف الآخر أو غيرته منك أو محاولة الانتقاص منك لأهداف شخصية، لذلك لابد عليك أن تفرق جيداً بين النقد البنّاء الموجه لك والذي يتوجب عليك تقبله وفهمه والاستفادة منه، وبين النقد السلبي الفارغ وغير الحقيقي والذي يجب أن لا تأخذه على محمل الجد .
5- كن إيجابياً وركز على نقاط قوتك:
بالعادة يكون الانتقاد مناط إحباط وقلق ويعزز المشاعر السلبية لدى من يتلقاه، وهذا الأمر لابد من السيطرة عليه وتجنبه، لذلك إذا تعرضت لانتقاد سلبي فلابد أن تكون إيجابياً بالتعامل معه من حيث اعتباره فرصة للانتباه لنفسك وتغييرها للأفضل إذا كان هذا الانتقاد بناءً، وكذلك لابد أن تركز على نقاط قوتك وتذكر نفسك بها وتعزز شعورك بالإيجابية.
6- أطلب المشورة والدعم:
عليك بعدم الاكتفاء بتقبل النقد أو رفضه بشكل مطلق، بل يجب كما بينا سابقاً أن تفكر به وتقيّمه وتتعلم منه إن كان صحيحاً، لذلك قد يساعدك في هذا الأمر كثيراً طلبك المشورة من الأشخاص الذين تثق برأيهم حول الانتقاد وتستمع لرأيهم وتقييمهم وهذا ما سيؤكد لك صحة الانتقاد أو خطأه.
لذا لابد من عدم الخجل من طلب الدعم النفسي والعاطفي من الأشخاص الذين تثق فيهم وتحبهم؛ فالدعم النفسي، الفكري والعاطفي سيعزز من قدرتك على التعامل مع الأمور الصعبة والشعور السيئ وسيعطيك قوّة أكبر في المضي قدماً والتعامل مع سلبيات الحياة، لذلك لا تخجل ولا تردد في طلب المشورة والدعم من الأشخاص الذين تثق بهم.
7-تحديد الأهداف والبحث عن الإلهام :
حينما تتعرض للنقد السلبي لاتجعل ذلك يؤثر عليك بشكل سلبي ويبعدك عن تحقيق أهدافك، لذلك لابد عليك أن تحدد أهدافك التي ترغب بالوصول إليها وتسعى بشكل أكبر إلى تحقيقها دون تشتت، وقد يساعدك بشكل كبير بحثك عن الإلهام من خلال اطلاعك على تجارب الآخرين الناجحة وقراءة القصص الملهمة والبحث عن الأشخاص الناجحين والتعلم منهم، فلا ينبغي للنقد السلبي أن يبعدك عن تحقيق أهدافك وينتقص من عزيمتك في الوصول الى النجاح والتفوق وتحقيق الذات .