على مراكز صنع القرار الأميركي تقييم الآثار السلبية البالغة، التي خلفها اجتماع بلينكن مع وزراء الخارجية العرب الستة في عمان.
لقد فاضلت أميركا بين حلفائها الاستراتيجيين الموثوقين الستة: الأردن ومصر والسعودية وقطر والإمارات والسلطة الوطنية الفلسطينية، وبين حليفها كيان الإحتلال الإسرائيلي، فانحازت انحيازاً كاملاً تاماً إلى كيان الإحتلال !!
لم يستحب الوزير بلينكن الى المطالب العربية وأولها الهدنة الانسانية، بحجة انها فرصة لحماس للملمة طاقاتها واستعادة قواها، وهي حرفيا حجة الإرهابي نتنياهو !!
ولم يصغ بلينكن إلى نداءات حلفائه الاستراتيجيين العرب المطالبين بوقف العدوان.
وقد تبين للدول العربية الست- ولنا وللعالم- بعمق وبوضوح، حجم الانحياز والخضوع والرضوخ الأميركي للكيان الإسرائيلي المسيطر الطاغي، الانحياز الخالي من المسؤولية والعدل والنزاهة والشرف.
في اجتماع عمان، عقدت الإدارة الأميركية مفاضلة تاريخية حاسمة، في أشد اوقات حاجة الحلفاء العربي اليها، بين الحق العربي وبين الاحتلال الإسرائيلي وفضّلته وانحازت ضدنا انحيازاً، لم يعد موظفو وزارة الخارجية الأميركية -وزارة بلينكن- يقبلونه، وها هم يحتجون على شدة إِضراره بمصالح الولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط، لينفرد الروس والصين بالصداقة العربية المؤثرة !!
ولقد كان أقصى ما بدر من بلينكن، صرف مصطلح جديد هو "فواصل او توقفات انسانية" Humanitarian pauses وهو اقل من هدنة، وأقل من تلبية مطلب وقف الحرب، الذي اصبح مطلب الشرفاء الكوني !!
لقد وضع الملك عبدالله بدعوته العبقرية إلى الاجتماع السباعي في عمان، الإدارة الأميركية أمام العالم، وأمام العرب، وأمام الشعب الأميركي الساخط على قرارت دعم الاحتلال المتوحش مادياً وإعلامياً وعسكرياً واستخبارياً ودبلوماسياً.
والمدهش أن بلينكن، بدل المطالبة بوقف قصف المدنيين طالب في المؤتمر الصحفي بعمان، ب"تقليل" عدد الضحايا المدنيين وليس برفض استهدافهم وذبحهم !!
والمدهش ان بلينكن طلب هدنة إنسانية في غزة وقد رفض نتنياهو الرد على مطلبه.
نتائج اجتماع عمان السباعي ستكون برسم القمة العربية القادمة، التي من المؤمل ان تُعقد في جدة يوم 11.11 وان تتخذ قرارات تصعيدية رداً على هذا الانحياز الأميركي الصارخ المشين.