ان محاولة الدخول البري الفاشله لقوات الاحتلال الى شمال غزه مساء الجمعه في السابع والعشرين من أكتوبر تعد هزيمة أخرى لجيش الاحتلال فالهجوم حتماًّ احتاج الى خطه والخطة وضعت من قبل قادة و هيئات ركن وربما خبراء من حلفاء وكان لها هدف ، فما الذي حصل .
ان الإعلان مباشره في منتصف العمليه من قبل جيش الاحتلال ان هذه العمليه هي ليست عملية الدخول الرئيس هو تراجع واضح بعد أن فوجئت القوة التي حاولت الدخول بحجم والمقاومة ونوعيتها بالرغم من القصف العنيف الذي سبق العمليه والذي مهد للقوة للتوغل ربما لعشرات الأمتار لجس النبض واختبار فاعلية الدفاعات ، ومحاولة وجود مفتاح للدخول بعدما فشل في جس النبض في جنوب القطاع ، ثم مالبثت ان تراجعت تجر اذيال الخيبة والهزيمه وبالكاد اخلت من قتل وجرح منهم بطائرات مروحيه تحت تغطيه ناريه عنيفه ، جيش الاحتلال مازال يُفاجأ ومازال غير قادر على عمل تقدير للموقف بالشكل الصحيح ومازال يقع في كمائن المقاومه ، وما زالت خططه مظطربه ويسعى للخيار الاسلم والاجبن وهو ضرب المدنين العزل من الجو ، متجنبا بذلك المواجهه الذي يعلم هو وخبراء الولايات المتحده بأنها خاسرة . انهم يحاربون اشباحا ، يحاربون حربا لم تدرس في المعاهد العسكريه بعد ، فهي ليست حربا في المناطق المبنيه ولا حرب ادغال ولا حرب جيش لجيش ، ولا حرب الجماعات الصغيرة ، ولاحربا من الحروب المعروفه انها ، انها خليط من كل ذلك ، انها حرب الأشباح والانفاق ، انها حرب القسّام ، حرب العقيدة وطلب الشهادة .
لقد أكد رئيس وزراء الكيان لأكثر مره ان هناك فشل كبير وسيتم التحقيق فيه بعد الحرب وأن هناك اسئله صعبه علينا الاجابه عليها . وصرح لأكثر من مره بأن الحرب ستكون صعبه وطويله ، لماذا طويله وصعبه ؟ فغزة هي غزه وجيشك هو جيشك وخططك الموضوعه مسبقا موجوده . لكن يبدو أن المتغير الوحيد في هذا الصراع هو ضعف الجيش الاسرائيلي والذي تكشف للعالم بانه غير قادر على حماية حتى نفسه وقوة المقاومه والإعداد الجيد والاساليب المبتكره .
ستحاول إسرائيل ان تختبأ وراء الضغط على حماس باستهداف المدنيين وجعل المنظومات الخدميه تنهار كالصحة والغذاء ، وستتذرع بوجود رهائن قدتعرض سلامتهم للخطر ، اما على البعد الاستراتيجي والاقليمي فإن الخيار الاسلم لها هي توريط الولايات المتحده في هذه الحرب وخلط الأوراق ودخول لاعبين جدد للخروج من المأزق ، وجعلها حربا طويله كما تردد دوما قد تطال دولا أخرى.