عند البدء بأي عملية عسكرية تكون قد حددت هدفا رئيسا يخدم ويحقق الهدف السياسي . فتوضع الخطط والتي من شأنها ان تحقق هذه الاهداف ، ومن الأهداف العسكريه التي يتم تحديدها وتخدم العملية العسكريه هي مراكز الثقل الاستراتيجي والتي تكون محور الطاقه والحركه وذات قيمه عسكرية ومعنويه عاليه مثل القيادة السياسية ، او المطارات الدوليه ، والموانئ ، والعواصم ومحطات التلفزيون الرسمي أو مركز ثقل عسكري مثل تحيد سلاح الطيران والتي يمثل تحقيقه على يد المهاجم قيمه عاليه يسهّل عليه السيطره على باقي تفاصيل العمليه العسكريه ويفقد المدافع الارادة في القتال ويؤثر على معنوياته ، ويصبح الهدف الرئيس الذي قامت من أجله العمليه العسكريه متاح التحقيق بأقل جهد وأقل خسائر .
وفي الحرب الدائره الان في غزه فأن الهدف المعلن للعمليه هو القضاء على حماس وذراعها العسكري لكن بعد مرور اسابيع من العمليه فأن الهدف لم يتحقق وأن المقاومه مازالت تفاجئ العدو وتكبده خسائر جسيمه برغم الكم الهائل من القصف الذي استخدم فيه أقوى انواع الذخائر وأكثرها فتكاً والذي كان ضحاياها أطفال ونساء وشيوخ ، وعليه فأن المحتل اعتبر في بداية العمليه ان مراكز الثقل الاستراتيجي للمقاومه هي الحاضنة الشعبيه للمقاومه وأن ضربها بهذه الطريقة الوحشيه يؤثر على تغير ايدولجية الفكر لمن يؤمن بالمقاومه ولكن وبعد رصد دقيق للذين فقدوا احبتهم وفلذات اكبادهم ومن اجبرعلى النزوح وجدوا انهم متمسكين بخيار المقاومه لا بل زاد إيمانهم بالمقاومه .
ولعدم وجود مطار دولي فعال في غزه أو عاصمه ذات رمزيه دوليه أو قيادة عامه للمقاومة للسيطره على مبانيها على الأرض ، فالمقاومه هي شبحية غير مرئية تخرج من أنفاق عنكبوتيه و من بين انقاض البنايات تضرب بقوة وتختفي الى حيث اللامكان ، وبعد أن فشلت عملية الاحتلال بوجود ذلك المركز الذي يشكل ثقلا استراتيجيا ، اخذت من المناطق الواهنه والضعيفه والمحميه دوليا كما يعتقد من لجأوا اليها سواء جرحى او نازحين طالبين الامان بعد ان تهدمت بيوتهم وهي المستشفيات مراكز ثقل استرتيجي فبدأت بإخراج بعضها عن العمل ، الا ان ذلك ايضا لم يؤثر على فعالية المقاومه في الدفاع ، وبقي أمامها اكبر مشافي القطاع وهو مجمع الشفاء الطبي فمحاصرته واخراجه عن الخدمه باعتقادي هو آخر ما تعتقد قوات الاحتلال انه يسرع من انتهاء عمليتها مصحوبا بمفاوضات حول الرهائن وستظطر الى قبول صفقة رهائن وستظهر للداخل الاسرائيلي بأنها حققت الهدف اما هدفها الرئيس الذي دخلت غزه لأجله وهو القضاء على حماس من أجله فستعمل عليه لاحقا من خلال القوة الناعمه بالتعاون مع أعداء حماس من الاقليم والعالم .