إن الانتماء للوطن والولاء لقيادته هما جوانب أساسية من الهوية الإنسانية تعكس الانتماء العميق والعاطفة القوية تجاه البلد الذي ولد الفرد فيه والمجتمع الذي نشأ فيه وهي مفاهيم تتجاوز الانتماء الجغرافي لتشمل الروابط الاجتماعية والتاريخية والثقافية التي تربط الفرد بوطنه.
فالانتماء للوطن يعبر عن الشعور بالانتماء والانسجام مع البيئة الاجتماعية والثقافية، ويشمل الولاء والتفاني في خدمته والمساهمة في تطويره فهو الشعور بالفخر والانتماء العميق الذي يدفع الأفراد للعمل من أجل رفعة وتقدم وطنهم.
ومن المعلوم أن المؤسسات والقيم الوطنية تلعب دورًا هامًا في تعزيز الانتماء وبناء الولاء للوطن وينمو هذا الانتماء من خلال المشاركة الفعالة في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية للمجتمع، حيث يشعر الفرد بالاندماج والمسؤولية نحو تطور ورفاهية بلده و المساهمة في بناء المجتمع وتعزيز قيمه وتطويره تعزز الانتماء وتعمق الولاء للوطن وقيادته الحكيمة الراشدة .
إن حب الأردن والولاء له ككيان وطني تحت قيادة الهاشميون وراية جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم تعني بذات الوقت حب فلسطين شقيقة الروح ومهد الانبياء ومسرى رسولنا الكريم .
و الأردن يحمل في وجدانه علاقة تاريخية واجتماعية وثقافية وجغرافية مع فلسطين ، ومن هنا فأن مفهوم حب الوطن والولاء للأردن وقيادته يشير إلى الانتماء العميق لهذا الوطن ولدينا نحن في هذا الوطن خصوصية بشكل عام لفلسطين حيث يتجاوز الأردنيون الانتماء الجغرافي ويتعلقون بالتاريخ والثقافة والروابط الاجتماعية التي تجمع الشعبين الشقيقين ، وهذا الانتماء يتضمن المساهمة الفعّالة في بناء وتطوير الوطن وبذات الوقت التضامن والتعاطف العميق مع القضية الفلسطينية نظراً للعلاقة التاريخية والإنسانية بين الشعبين .
هذا التعاطف ينبع من رغبة في رؤية فلسطين دولة مستقلة ذات سيادة كاملة مما يحقق حل سلمي وعادل يدعم الجهود المبذولة لتحقيق السلام والعدالة، إضافة للدور الإنساني والذي يعكس الترابط بين الشعبين ، مع تثمين الدور الدبلوماسي الذي يقوم به الأردن والذي يعد دورًا هامًا في الجهود الدبلوماسية لدعم الحلول السلمية للوصول إلى إنهاء الاعتداء الصهيوني الغاشم وبما يضمن العدالة والحقوق الكاملة لأبناء فلسطين في إقامة دولتهم المستقلة وفقًا للقانون الدولي.
في النهاية، الانتماء والولاء للوطن هما جوانب أساسية من الهوية الإنسانية تجمع الأفراد وتوحدهم لبناء مجتمع مترابط ومزدهر، حيث يعمل الجميع بتفانٍ واخلاص لرفعة وتطور وطنهم، محافظين في الوقت ذاته على قيم العدالة والاحترام والتنوع.
حيث يعد الانتماء للوطن عملية ديناميكية تتطور مع تجارب الأفراد وتفاعلاتهم مع بيئتهم ومجتمعهم ويمكن أن يكون هذا الانتماء مشتقًا من الروابط العاطفية العميقة مع الأماكن والذكريات التي تربط الفرد بوطنه، كما يمكن أن ينشأ من الانخراط الفعّال في القضايا الاجتماعية والسياسية التي تؤثر في مستقبل الوطن.
ولا يفوتنا أن ننسى بأن التعليم يلعب دورًا أساسيًا في تشكيل الانتماء للوطن، حيث يمكن للمناهج الدراسية والتربية الوطنية في المعاهد والجامعات أن تعزز هذا الشعور بالانتماء والولاء، بالإضافة إلى ذلك، تلعب وسائل الإعلام والثقافة الشعبية دورًا في تعزيز الوعي الوطني وبناء الانتماء والولاء للوطن.
وعليه فالولاء للوطن يمثل الاحترام والحفاظ على القوانين والقيم التي تحكم المجتمع اي انه التزام بالمسؤولية والعمل بجد لتعزيز الرخاء والتقدم والاستقرار في الوطن مع أهمية فهم الواجبات والحقوق المتبادلة بين المواطن والوطن، حيث يعتبر العمل المشترك والتفاعل الإيجابي بين الأفراد والحكومة جزءًا أساسيًا من بناء مجتمع مزدهر.
في النهاية، الانتماء والولاء للوطن يعكسان الروح الوطنية التي تجمع الأفراد وتوحدهم لتحقيق الأهداف المشتركة، وهو جوهر العلاقة بين الفرد ووطنه، حيث يسهم كل فرد بطريقته في بناء مجتمع قوي ومترابط يسوده الاحترام والتسامح والتقدم المستدام.
وسيبقى هذا الوطن وقيادته الهاشمية ، الداعم الرئيس للاهل غربي النهر وللحق العربي ، وحفظ الله قيادتنا ووطننا ورحم الله شهداء الاردن وفلسطين .