كلمة من حروف قليلة ، كانت في الماضي البعيد القريب ترعبنا ونخشى من مجرد ذكرها في أحاديثنا الخاصة والعامة ، وكانت النصائح من أولياء الأمور أن نبتعد عنها ولا نقربها ولا حتى نفكر بها مجرد تفكير ، إنها كلمة الحزب ، وهي مفرد لكلمة الأحزاب ، ولكن كما هو معروف دوام الحال من المحال ، رغم كل ما ذكر من تحذير وتخوف من الأحزاب ، تفاجأ المواطن في بلدي بالدعوة الصريحة والواضحة وضوح الشمس من قمة الهرم والحكومة بالدعوة إلى تشكيل الأحزاب والإنخراط بها ، وخاصة من قبل فئتي الشباب والسيدات بالإضافة إلى قامات وهامات وطنية مخضرمة من رواد السياسة وكافة المجالات العديدة الأخرى للوصول إلى حكومة أحزاب برلمانية عن طريق برلمان حزبي منتخب من الشعب ، لا بل باتت تعقد الندوات والمحاضرات والدروس والخطب للتعريف بالإحزاب وأهدافها وغاياتها ومدى تأثيرها في ترسيخ الديمقراطية ، وها نحن نرى تسابق الأحزاب في إستقطاب الكوادر والأعضاء من مختلف فئات المجتمع ، حتى بتنا نسمع من أمناء الأحزاب أن ترشيح النواب في الإنتخابات البرلمانية القادمة سيكون عن طريق الحزب وأن بعض الوزراء أيضاً سيختارون من النواب ، إلى هنا باتت الأمور واضحة إصلاح سياسي قادم ركائزه قانون الإنتخاب الجديد وقانون الأحزاب الجديد أيضاً ، والكره الآن في ملعب المواطن ، فقد بدأت عجلات المركبات بالدوران ، وما على المواطن إلا أن يختار ويقرر في أية مركبة سيصعد ، والمركبة هنا أقصد بها الحزب ، وأتمنى من المواطن أن يحسن الأختيار ، أما عن نفسي فأنا سأختار الحزب المعتدل أي لا موالي مئة بالمئة ولا معارض مئة بالمئة ، وللتوضيح تكون موالاته لمصلحة الوطن والمواطن ، وتكون معارضته أيضاً من أجل الوطن والمواطن ، وهذا لا يمنع السير في ركاب الحكومات إذا كان الهدف المصلحة العامة ، وأيضاً سأختار الحزب صاحب البرنامج الشامل لكل نواحي الحياة التي يعيشها المواطن ، وللتوضيح سأختار الحزب السياسي الإقتصادي الأجتماعي الفكري الثقافي الفني العلمي ، الذي سيعمل في كل هذه المجالات من أجل تقدم وازدهار الوطن ومن أجل راحة المواطن وتوفير الحياة الكريمة للجميع ، فهل حان وقت التخفيف من الفقر والبطالة وربما العمل على خفظ المديونية أيضاً ، أتمنى ذلك .