2024-05-17 - الجمعة
وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله. nayrouz أول ظهور للفنان الكويتي عبد الله الرويشد في ألمانيا بعد تماثله للشفاء nayrouz فكرة مجنونة.. الكشف عن خطة سرية أمريكية لإيقاف دوران الأرض عند نشوب حرب نووية!! nayrouz أردوغان يتنبأ بنهاية شنيعة لـ‘‘جزار غزة نتنياهو’’ nayrouz القبض على نائب كويتي بعد تدخله في صلاحيات الأمير nayrouz طقس مناسب في الأردن لـ"حفلات الشواء" اليوم الجمعة nayrouz إحباط محاولة تسلل وتهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة قادمة من سوريا nayrouz بيان صادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية nayrouz حقائق عن جزر المالديف nayrouz وفيات الأردن اليوم الجمعة 17-5-2024 nayrouz ضربة قوية للنادي الأهلي السعودي nayrouz سلطة العقبة: نفوق كميات من صغار الجمبري على الشاطئ nayrouz الأمير فيصل بن الحسين يرعى حفل افتتاح مقر الاتحاد الأردني للرياضات الإلكترونية nayrouz إصابة بإطلاق نار خلال مشاجرة في الرمثا nayrouz كتيبة الراجمات 29 الملكية تنفذ تمريناً مشتركاً HIRAIN (صور) nayrouz واشنطن تعلن إنجاز الميناء العائم قبالة غزة nayrouz بسبب الخوف.. وفاة طالب أثناء أداء امتحان في مصر‎ nayrouz للمرة الأولى.. كندا تعاقب مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية nayrouz وحدة الإصابات والحوادث تقيم اليوم العلمي الدولي الأول لأبحاث الإصابات والحوادث(صور) nayrouz صحف إسرائيل: دعوات لإفناء حماس وهجوم لافت على مصر nayrouz

الإسلاميون والثورات العربية: الحصاد المرّ

{clean_title}
نيروز الإخبارية :

د.محمد ابورمان

يضاف الكتاب الذي صدر أخيرا عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع، بعنوان "الإسلاميون والثورات العربية"، تحرير خالد الحروب وعبد الله باعبود، (الأهلية للنشر والتوزيع، عمّان، 2023)، إلى مجموعة كبيرة من الأدبيات التي نُشرت بعد الربيع العربي عن التجارب الإسلامية ومآلاتها.

ويمكن أن نتحدث هنا بالحدّ الأدنى عن كمّ كبير من الدراسات، لكن ما يميّز هذا الكتاب أمران رئيسيان: الأول، أنّه الأكثر حداثة، وبالتالي كانت لدى باحثيه فرصة أكبر لقراءة المشهد على مدى زمني أبعد وآفاق أوسع. والثاني، أنّ الباحثين ينتمون إلى الدول التي خضعت للدراسة، ونتحدث هنا عن 11 دولة (مصر، سورية، السودان، الكويت، البحرين، الأردن، عُمان، المغرب، تونس، ليبيا، اليمن)، وهم على مقربة من الظاهرة السياسية نفسها، فضلاً عما يمتلكونه من خبرة بحثية طويلة في المجال نفسه.

إذاً، إذا أردنا أن نلخّص قيمة الكتاب فتتمثّل في أنّه يمثّل زيارة جديدة Revisiting لحالة الحركات الإسلامية من خلال أهل الخبرة والاختصاص، الذين اجتمعوا في مؤتمر في الدوحة (في بداية العام الحالي 2023؛ وكتب صاحب هذه السطور مقالاً غداة المؤتمر عن أهم النقاشات فيه في "العربي الجديد" بعنوان: "لماذا يفشل الإسلاميون؟")، وتداولوا وتناقشوا وتجادلوا في حالة الحركات الإسلامية في دول عربية عديدة، في ما تتشابه به هذه الحالات وفي ما تختلف فيه وتتمايز بعضها عن بعض، ما يمنح الخبراء والقرّاء أيضاً قدرة أكبر على تجاوز الحالات الفردية إلى بناء مقاربات أكثر عمومية وسعةً لفهم الحركات الإسلامية، بوصفها فاعلاً رئيساً في المشهد العربي اليوم.

البحث العلمي تراكمي وتشاركي وتبادلي، من المفترض ألا ينفي بعضُه بعضاً، بل يتكامل ويتعاضد لتقدّم هذه الجهود معاً قراءات وتحليلات

لن تدخل هذه المقالة في تفاصيل فصول الكتاب (تناولت الحالات العربية المدروسة)، لكن ما أودّ الإشارة إليه هنا أهمية مثل هذه المؤتمرات المغلقة على خبراء وباحثين في حقلٍ من حقول المعرفة، لتطوير المفاهيم والتصوّرات المشتركة عن ظاهرة معينة، ودراستها وتفحّصها من خلال جهود بحثية تكاملية، ليس فقط على صعيد ما يقدّمه كل واحدٍ منهم من إنتاج بحثي متعلق بدولته، بل المداولات المشتركة والنقاش في تحليل الموضوع، بمعنى الجهود الجماعية أو تكوين "الجماعات العلمية" البحثية، بما يتجاوز البحث الفردي الذي طغى على الأوساط الأكاديمية والبحثية في العالم العربي، وهو أمر مرتبط بالطبع بشرطين رئيسين: الأول، الكفاءة والأهلية والاستقلالية للباحثين المشتركين في ذلك التجمع البحثي، وهو أمرٌ لمسناه في المؤتمر المذكور وانعكس على الكتاب وفصوله. والثاني، أن يكون هنالك نقاش جماعي فعلي، وألا يتم الاكتفاء بالطريقة التقليدية بعرض البحوث في أغلب المؤتمرات والندوات، بمعنى أن تكون نتائج التجمعات البحثية وخلاصاتها هي فعلاً جماعية مشتركة مرتبطة بعمليات تحليل وعصف فكري جديّة.

أحسن الزميلان محررّا الكتاب، خالد الحروب وعبد الله باعبوّد، بالإشارة إلى جهود سابقة ومؤتمرات شبيهة بالمؤتمر المذكور، صدرت عنها كتب تتناول حقل الحركات الإسلامية بعد عقد من الربيع العربي، ومنها كتاب "الإسلاميون بعد عقد من الربيع العربي"، تحرير عبد الله الطائي (معهد السياسة والمجتمع، عمّان، 2021)، ذلك أنّ البحث العلمي تراكمي وتشاركي وتبادلي، من المفترض ألا ينفي بعضُه بعضاً، بل يتكامل ويتعاضد لتقدّم هذه الجهود معاً قراءات وتحليلات وفهماً أكثر عمقاً لحالة الإسلاميين وقضاياهم وما يتعلق بهم في العالم العربي.

نطمح إلى أن تقوم مدارس فكرية وعلمية عربية لدراسة الظواهر السياسية والاجتماعية المختلفة، وأن ننتقل من الجهود الفردية إلى الجماعية

ما نطمح إليه أن تقوم مدارس فكرية وعلمية عربية لدراسة الظواهر السياسية والاجتماعية المختلفة، وأن ننتقل من إطار الجهود الفردية إلى الجماعية، وهو أمرٌ يمكن ملاحظته بصورة واضحة في تجارب محدودة وقليلة جداً في العالم العربي، منها تجربة المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الذي يقوم بدورٍ مشهود في هذا المجال، ليس فقط على صعيد الإنتاج المعرفي الجماعي، بل تشكيل فرق من الباحثين والخبراء المتخصّصين لدراسة الموضوعات المطروحة، ومن المطلوب أن تتحوّل هذه الفرق إلى حلقات بحثية مستمرّة (سيمنارات)، مثل التي تنشأ في جامعات غربية، وتتكوّن من مجموعات من الباحثين، الذين ينتمون إلى المدرسة البحثية نفسها في دراسة ظواهر عديدة، وتطوير أساليب البحث العلمي وأدواته. ولدينا هنا أمثلة عديدة، مثل جامعة شيكاغو وجامعة نورث ويسترن ودورهما في تطوير المدرسة السلوكية في الولايات المتحدة، وجامعة كامبريدج في نشوء الاتجاهات الجديدة في السياسة المقارنة (في ثمانينيات القرن المنصرم). وقبل ذلك هنالك دور مدرسة فرانكفورت في مجال العلوم الاجتماعية، وتصدير مجموعة مهمة من الباحثين والعلماء المميزين المعروفين (بالمناسبة نشر المركز العربي كتاباً مهماً عنها "مدرسة فرانكفورت.. تاريخها وتطورها النظري وأهميتها السياسية" من قرابة 1000 صفحة، تأليف رولف فيغرسهاوس، ترجمة عصام سليمان وغانم هنا، 2022)، وهنالك في مختلف الحقول والمجالات المعرفية مئات الحلقات العلمية والبحثية التي أنتجت مدارس تقوم على تطوير النظريات والمفاهيم والأدوات المنهاجية.

على النقيض تماماً مما يقال إنّ العرب مبدعون في التنظير، هنالك فقر في التنظير، بالمعنيين العلمي والبحثي، في العالم العربي، ونقص شديد في الكفاءات البحثية المؤهلة، وضحالة في المساهمات العربية في مجال النظريات الاجتماعية، وأغلب الجامعات والكليات تتجه نحو الجهود الفردية من جهة، وغياب التراكم البحثي والمعرفي، وعدم الجديّة بالكمّ الكبير من أطروحات الدراسات لنيل الشهادات العليا. ومن السهولة بمكان أن تلاحظ حجم التكرار والاجترار وغياب التطوير والمساهمات النظرية عن أغلب الكتب الأكاديمية Text Books التي تدرّس في العالم العربي. ولا أكون ظالماً إن ادّعيت أن أغلب الإنتاج في هذا المجال في العلوم الاجتماعية أقرب إلى الترجمة الرديئة وتكرار الترجمة والنظريات التي تجاوزتها المؤسّسات الأكاديمية والبحثية الغربية نفسها منذ عقود طويلة!

العربي الجديد
whatsApp
مدينة عمان