كان زميل دراسة، طيب القلب كريم لا تفارق الابتسامة محياه، كان يجلس في المقعد الأخيرة في الصف ونلقبه بشيخ الشعبة "ب".
لهجته البدوية زادته وقارا كان دائما يرتدي الكوفية الحمراء، وفي ذات يوم في فصل الشتاء جاء يرتدي الفروة فاعترض معلم اللغة الانجليزية على ذلك، فقال له: يا أستاذ انا شيخ الشعبة والشيوخ يلبسون العباءة والفروة. فضحك الاستاذ وقال له: نعم انت شيخ الشعبة "ب".
من مكارمة كان في الاستراحة يسأل كل من حوله من اشتري له (ساندويش) فسألته لماذا تسأل قال ربما احد من الزملاء لا يملك ثمن الساندويش.
كان شخصية محببه لكل من عرفه رقيق المشاعر يقدس الصداقة، كل ما التقينا نستذكر أيام المدرسة وزملاء الدراسة.
واذكر من الزملاء في هذه الشعبة النائب والعين محمد خريبات الازايدة، والشيخ سالم الفلاحات، والنائب عبد الرحيم المعايعة، ورئيس البلدية السابق مصطفى نايف المعايعة، والوزير نبيل مصاروه، والدكتور حسين الفقهاء والنائب الدكتور مصطفى الحمارنه وكامل الرويعي وصابر الهواوشة والعميد عطا الفقهاء والدكتور هاشم حدادين وفارس الجريري.
كانت شعبة النخبة واخرين غيرهم من الطلبة المتميزين، يوم ان كانت المدرسة مدرسة، جزى الله خيرا كل معلمينا ورحم الله مدير المدرسة في آنذاك الأستاذ عبد اللطيف الشيخ وكل من له فضل علينا.
لم تكن حياة (ابا محمد) سهلة واجه العديد من الصعاب والتحديات في حياته، لكنه كان اقوى من كل ذلك واستطاع ان يتغلب على شبح الفقر بجده واجتهاده، وبهمة الشباب أبنائه النشامى الذي حرص على تربيتهم واكسابهم العادات الحميدة، فكانوا مثالا للكرم والخلق القويم وحسن المعشر.
رحل "ابو محمد" مبتسما راضيا مرضيا مقتنعا بأن ما قدمته يداه من خير لكل محتاج هو عند الله بحساب.
رحل بهدوء، وترك فراغا لا يسده غيره، احتشدت الناس يوم جنازته يستذكرون سيرة رجل طيب وعزيز رحل.
كيف لا اكتب هذه السطور ولا زالت صورته لم تفارق خيالي حين كنا طلابا، وحكاية شاب نضجت علائم رجولته مبكرا بحكمته واحساسه بالمسؤولية.
رحمك الله ابا محمد في نعيم جناته مع الأنبياء والصديقين والشهداء.