احتضنت جامعة إربد الأهلية ندوة حوارية رعاها دولة رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، تناولت دور الأردن والهاشميين في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وشهدت نقاشًا موسعًا من 3 محاور قدّمها كل من: معالي الدكتور محمود الشياب/ وزير الصحة السابق، والدكتور محمد العكور/ عضو مجلس النواب الحالي، والدكتور حميد البطاينة/ السياسي ونائب سابق، بحضور الأستاذ الدكتور أحمد منصور الخصاونة رئيس جامعة إربد الأهلية، وعمداء الكليات، وعدد كبير من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية في الجامعة، والتي جاءت بتنظيم من فرسان التغيير للتنمية السياسية وتطوير المجتمع المدني، وذلك في مدرج الكندي في الجامعة.
وتحدث رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد منصور الخصاونة بكلمة قال فيها بعد ترحيبه بالحضور: في هذه الندوةِ التي نقيمها في الجامعة تجاه واجبِنا لأهلنا في فلسطينَ وغزةَ، ضمنَ البرنامجِ الموحدِ للحملةِ في الجامعاتِ الأردنيةِ تحت شعارِ "بوصلتُنا فلسطينُ وتاجُها القدسُ الشريف"، نقول: بوركتِ يا أرضَ فلسطينَ، وإنَّا لزيتونِك وتينِك ننتمي، فكان عهدًا على الهاشميين، وهم على العهد سائرون، بأن تبقى فلسطينُ وكلُّ شبرٍ منها كسفينةٍ بشراعٍ أردني، شراعٍ يحاولُ جاهدًا أن يأسرَ ويصارعَ رياحَ الغدر لتُكملَ السفينةُ رحلتها بسلام، لقد كانت فلسطينُ وما زالت بوصلةَ الهاشميين ووجهتَهُم، التي طالما تطلعوا للحفاظِ عليها ونُصرتِها، فهي جزءٌ لا يتجزأُ من مسؤوليتهم تجاه أهدافهِم وطموحاتِهم، التي ما انفكّوا يسعون إليها جاهدين، فها هو مَلكُنا يَسير على خطا أبيه وجده المعظَّمَيْنِ، ويسعى دائمًا ليكونَ السبَّاقَ في نصرةِ أهلنا في فلسطين، وكان أولَ من انتفض عند سماعه بما حدث من ظلمٍ وعدوانٍ على تلك الأرضِ الطاهرة، أرضِ الأنبياءِ ومهدِ الحضاراتِ والديانات، كان يسعى دائمًا لتنعَمَ فلسطينُ بالأمنِ والأمان، فغيرتُهُ على الأردنِّ لا تفوقً غيرتَهُ على فلسطين، فهما كالتوأمِ الروحي منذ الأزل، وكانت ولا زالت محطَّ اهتمامِه.
وأضاف بأن الأردنُّ يبقى دائمًا صوتَ الاعتدالِ والساعي للسلامِ العادلِ المُشرِّف، ويبقى جلالةُ الملكِ عبدِ اللهِ الثاني السندَ للشعبِ الفلسطيني، وحاملَ لواءِ الحق في كلِّ المحافلِ الدولية، ويتمثلُ ذلك في اللقاءاتِ المستمرةِ التي يقودها جلالةُ الملكِ لتخفيضِ التصعيدِ في المنطقة، ووقفِ العدوانِ الإسرائيلي على الشعبِ الفلسطيني منذ بدايةِ العدوان، ورفضِه لكافةِ الانتهاكاتِ وأعمالِ العنفِ والاعتداءاتِ التي تمارسُها قواتُ الاحتلالِ في غزة، كما كان الهاشميون على الدوام عبرَ كلِّ مراحلِ الصراعِ العربي الإسرائيلي، وهو يشدد دائمًا على ضرورةِ إيصالِ المساعداتِ الإنسانيةِ والطبيةِ والغذائيةِ بشكلٍ عادلٍ وفوري إلى غزة، وكانت الأردنُّ سباقة في تقديمِ المساعداتِ بأشكالها المختلفة، من مستشفياتٍ ميدانية، وطائراتٍ إغاثية، وإنزالاتٍ جوية، ووقفاتٍ تضامنيةٍ وفعالياتٍ شعبيٍة في جميعِ أنحاءِ المملكة، وهذا يُؤكدُ وحدةَ المصيرِ للشعبين؛ فملكُنا المفدى حفظه اللهُ ما كَلَّ يومًا ولا مَلَّ في نصرةِ أهلِ فلسطين، ولن يتنازلَ يومًا عن القضية، وبغض النظر عن التدليسِ ومحاولةِ التدنيس، وسيبقى صوتُ الحقِّ عاليًا دومًا في وجه المعتدي، وإن كانت القضيةُ حربًا فنحن بقيادةِ ملكِنا سنخوضُها حربًا بشتى الوسائلِ والطرق، سواءً أكانت حربًا إغاثيةً دبلوماسيةً أم إعلاميةً نصرةً للقضية، ورحم اللهُ شهداءَنا الأبرار، وشافى المصابينَ الأطهار، وحفظ اللهُ الأردنَّ وملكَنا المفدى.
وقال عضو مفوض عن فرسان التغيير السيد أحمد شهابات، إن حملة بوصلتنا فلسطين وتاجها القدس الشريف جاءت تنفيذاً للرؤى الملكية لجلالة الملك عبدالله الثاني وولي عهده سمو الأمير الحسين بن عبدالله، وتحدث عن أهمية الشباب الأردني بأن يكون شريكًا استراتيجياُ لعملية الإصلاح والتحديث الشامل من خلال أدوار قيادية تسهم في إبراز إنجازات الدولة الأردنية في مختلف المجالات والقطاعات.
وركز المتحدثون في الندوة: معالي الدكتور محمود الشياب، والدكتور محمد العكور، والدكتور حميد البطاينة، على عدة محاور والتي منها تعامل الإعلام مع الجهود الدبلوماسية والسياسية لجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ودور الأردن التاريخي تجاه القضية الفلسطينية، والوضع الإنساني في غزة، وعمليات الإنزال الجوي من قبل القوات المسلحة الأردنية للمساعدات الطبية والإنسانية العاجلة للمستشفى الميداني الأردني في قطاع غزة.
وأجمع المتحدثون خلال كلمةٍ لهم في الندوة، على أن ما يجري في الضفة الغربية، وقطاع غزة ما هو إلا انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، والأعراف الدولية، وأخلاق الأمم، وأن نتائج ذلك ستكون جزءًا من صميم الأمن الوطني للأردن الذي قدّم أنبل صورة يمكن تخيلها من أجل الأشقاء في غزة.
وأكد المتحدثون تمثيل الأردن لحالة فريدة توحد فيها الموقف الرسمي والشعبي في رفضه وتنديده لجرائم الاحتلال رغم وعي الأردن التام بالثمن الباهظ جراء اختياره خندق الحق، والأخلاق، والحكمة، والقيم، للدفاع عن الحق الفلسطيني الذي يتعرض للتطهير العرقي، والإبادة الجماعية بحجة الدفاع عن النفس.
وأوضح المتحدثون أن ما يتعرض له الأشقاء في غزة على مرأى من المجتمع الدولي، يُعد من أبشع صور القتل الجماعي في العصر الحديث، وأنه في الوقت الذي تتصدى فيه بعض الحكومات لمثل هذا العدوان على استيحاء، نجد الأردن – كما هو الحال دائمًا – يتحمل تبعات مواقفه التي ينسجها من التلاحم الذي لا يمكن إنكاره أو التقليل من شأنه بين الضفتين.
وبيّن المتحدثون أن لعمليات الإنزال الجوي التي شهدت حضور ولي العهد الحسين بن عبد الله الثاني، وصاحبة السموّ الملكيّ الأميرة سلمى بنت عبدالله الثاني، ورئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي، إلى جانب بناء المستشفيات الميدانية، رسائل حازمة بأن الأردن سيبقى منارة وسط ظلام المنطقة.
وقدم لبرنامج الندوة وأدارها الدكتور صدام مقدادي/ رئيس قسم اللغة العربية، بكلمة قال فيها: سلامٌ على أرضِك الطاهرةِ أرضِ الرباط، سلامٌ على كل من عانقت روحُه الثرى، وطاولتْ كرامتُه الثريا، أنتم لستم مجردَ أرقام، أنتم جندُ الحاضر والمستقبل، المستقبلِ الذي غرستموه في قلب كل صغير وكبير، شاهدَ وجعَكم وجوعَكم، وعرفَ شجاعتَكم ورباطةَ جأشكم، تعلمنا منكم معنى الفرح وسطَ الدمارِ والخراب، ومعنى الاكتفاءِ من القلة، نعم حَقٌّ علينا أن نقف معهم بكل ما أوتينا، وأن نَفخر بقيادتنا وشعبنا في وِقفتهم مع أهلنا وتوأمنا، وأن نبرز هذا الوقوفَ المشرّفَ فينا، هذه المواقفُ والجهودُ التي يقودها جلالةُ الملكِ عبدِ اللهِ حفظه الله ورعاه ويعضدُه وليُّ عهدِه الأميرِ الحسين تجاه الأشقاءِ الفلسطينيين في الضفة الغربيةِ وقطاع غزة.
ويشار إلى أن برنامج الندوة قد اشتمل على عرض فيديو تعريفي عن القوات المسلحة الأردنية ودورهم في تقديم المساعدات لأهل غزة، وقراءة الفاتحة على أرواح شهداء غزة والضفة الغربية، وعرض تعريفي لفريق فرسان التغيير.
وفي نهاية الندوة قام الأستاذ الدكتور أيمن الأحمد بتقديم الدروع التذكارية للمشاركين في الندوة، وتم فتح باب الحوار للحضور للنقاش مع الحضور.