نحن نضربهم في كل مكان وعلى جميع الاتجاهات، فوق الارض وتحت الارض من البر والبحر والجو وقواتنا تكبدهم خسائر فادحة في الارواح والمعدات ونحقق انتصارات متلاحقة على الارهاب، وجيشنا يقوم بكل ما يلزم من أجل القضاء على حماس واجتثاث جذورها وتحرير الرهائن.
هذا ما يصرح به الناطق العسكري لجيش الاحتلال كل مساء وما أن ينتهي من لازمته يضبف هل من أسئلة: والرد دائما مكرر كالتالي: نعم نحن نجتث حماس الإرهابية من جذورها وسنحرر الاسرى، وسنضمن عدم تكرار ما حصل في السابع من أكتوبر والى الابد. شكرا. وينسحب مهرولاُ كما حضر بعد القى ما في جعبته مما حفظه عن ظهر قلب.
هذه الحصيلة اليومية التي يخرج بها علينا الناطق الرسمي باسم جيش الاحتلال، اسطوانة مشروخة ولازمة يكررها في كل لقاء، لا يحيد عنها بكلمة زائدة أو ناقصة.
تنظر الى وجهه فلا ترى سوى الهزيمة والانكسار، كل خلجة من خلجاته تدل الى أي مدى أصبح التخبط وعدم وضوح الرؤية حاضراُ في كل بيان وتصريح يصدر عن كل ناطق رسمي أو محلل صهيوني.
كل ما يتقنه الجميع التهديد والوعيد، وهم في قرارة أنفسهم يعتقدون عكس ما ينطقون.
من يتأمل المشهد يدرك تماما أنه أمام مسرحية كوميدية هزيلة فاشله أبطالها يحاولون الكذب لكنهم لا يتقنون فنونه بما يضمن عدم انكشافهم أمام حتى جمهورهم، فما بالك بمن يعتقدون أن كياناُ اقيم على كذبة كبيرة لا يمكن تصديقه على الاطلاق.
ان نظرية اكذب اكذب حتى يصدقك الناس أصبحت لا تنطلي على أحد في هذا العالم لكون ما يقولونه يتعارض تماما مع الحقائق على الارض في زمن اصبحت فيه الاحداث والوقائع تنقل على الهواء مباشرة.
ربما نظرية كهذه كانت تصلح في زمن ليس فيه انترنت أو وسائل اعلامية او ما شابه. اما اليوم فان نظرية العدو سقطت كما سقطت هيبته.
أخر ما تمخض عنه كذب الناطق الرسمي للجيش الصهيوني حول تدمير شاحنة اسلحة ومتفجرات صهيونية في غزة بقذيفة دبابة صهيونية هو أن القذيفة أطلقت على (مخربين) وأصابت عموداُ كهربائياُ مما تسبب في شرارة كهربائية سقطت على شاحنة الذخيرة والمتفجرات وأحدثت ما أحدثت من انفجار تسبب في مقتل عدد من الجنود الصهاينة واصابت العشرات منهم. ونسي الناطق بغباء مطلق أن الكهرباء قطعت من أول يوم عن كل بيت وضاحية وشارع مستشفى ومسجد في غزة، فما بالك عن أعمدة الكهرباء التي لم تعد قائمة بسبب القصف الوحشي والممنهج. وحتى لو مازال بعضها قائما فهي بلا حياة بعد أن قطع عنها الاحتلال كل مقومات الحياة تماماً كما يفعل بغزة وأهلها.
باختصار هم يكذبون ولا يصدقون انفسهم، ويظنون أن على الناس أن تصدق ترهاتهم ، وصدق سبحانه وتعالى حين قال فيهم (﴿ انظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا على أَنفُسِهِمْ ۚ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾