طوفان الاقصى المستمر رفع صوت الحق والعدل في جميع انحاء العالم، واستعاد الواقع الفلسطيني الى حقيقته الجغرافية والديمغرافية والسياسية والوطنية والانسانية، ورفض المخططات السياسية الصهيونية التي تمثلت في شطب "حق تقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران" والدوس على كل قرارات الشرعية والقانون الدولي لصالح الاستيطان ومصادرة الاراضي وأسرلة وتهويد الضفة الغربية والقدس المحتلة والمقدسات الاسلامية والمسيحية وتهجير الفلسطينيين الى مصر والاردن وتصنيف الفلسطينيين في خانة "الحيوانات المتوحشة"، "طوفان الاقصى" ركز على ضرورة حل القضية الفلسطينية، وقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس وحق تقرير المصير.
القضية الفلسطينية عادت تحتل مكانتها الطبيعية على المستويين "الدولي والاقليمي" بفضل "طوفان الاقصى" الذي حطم استراتيجية الردع الإسرائيلية وجرف سياسة التطبيع والتغيب لـ"القضية الفلسطينية"، الجماهير العربية والاسلامية والدولية الغاضبة خرجت كـ"الطوفان في دول العالم" دفعها لرفع منسوب الاستقطاب السياسي ضد "حرب الابادة المستمرة لكل الفلسطينيين على ارض فلسطين التاريخية" وسياسة الانتقام الوحشية المستمرة الغير مسبوقة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة "بعد الفشل الاستخباراتي والعسكري والتكنولوجي والسياسي الاحتلالي".
المجازر الاحتلالية الهادفة "لانهاء القضية الفلسطينية" لعبت دورا في ايقاظ الوعي وجدد الفكر السياسي التحرري لانصار السلام والعدل والحرية بطريقة غير مسبوقة، الشوارع العالمية قلبت وافرزت تباينات سياسية، الطوفان الجماهيري العالمي قلب الحدث واعاد مفهوم الصراع العربي الفلسطيني الاحتلالي الى جذوره، واعاد القضية الفلسطينية كـ"قضية مركزية عالمية"، بـ"تبني شعارات مركزية طالبت المنظمات الدولية بضرورة العمل على تحقيق الشعب الفلسطيني الحرية والاستقلال وتقرير المصير" خاصة ان الولايات المتحدة لم تعد مؤهلة لرعاية عملية سلام في المنطقة العربية، بسبب تحالفها العضوي مع "إسرائيل".
"لا يمكن للولايات المتحدة ان تكون الخصم والحكم بذات الوقت" فهي الخصم في فلسطين وضد الفلسطينيين العرب، امريكا على الدوام كانت جزءا من المشكلة وليست جزءا من حل قضية العرب الاولى، ولم تبذل الجهود في اي وقت نحو السلام الدائم والشامل وفق الشرعية والقانون الدولي، وانما كل الجهود الامريكية بذلت نحو استسلام الفلسطينيين والعرب، وشطب القضية الفلسطينية والحق السياسي الوطني والانساني الفلسطيني.
"إسرائيل" تعيش الان في "دوامة عدم قدرتها على انهاء الحرب، ولا الاستمرار فيها" كما انها تعمل على استرداد صورتها امام العالم بتكتيكات جديدة، بعد ان انهت حرب الابادة الجماعية وفشلها بـ"تهجير الفلسطينيين" وفشل اسرائيل بالقضاء على المقلومة الفلسطينية واسترداد الاسرى الاسرائيليين، توجهت لدولتي مصر وقطر للبحث مخارج سياسية وعقد صفقة لـ"تبادل الاسرى" بعد فشل الجهود الاستخباراتية والعسكرية الاسرائيلية من استعادة الاسرى الاسرائيليين بالقوة، المقاومة الفلسطينية وحركة "حماس" في قطاع غزة تتمسكان بعدم الخوض باي صفقة تبادل جديدة للاسرى الا بوقف كامل لاطلاق النار وانهاء العدوان على الشعب الفلسطيني في "قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة".
وقال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة "جارية وتمر بتحديات، لكننا نستمر في النقاشات مع كافة الأطراف للتوصل لاتفاق في أقرب وقت ممكن"، الكل العربي مطالب اليوم العمل على وقف شلال الدم والاستهداف العسكري الاسرائيلي للانسان الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة، والعمل على هزيمة وعزل ومقاطعة وفضح "إسرائيل" لارتكابها الابادة الجماعية في جميع المؤسسات الدولية العالمية.
المصلحة العربية العليا تستدعي الدول العربية الحدودية لفلسطين "الاردن ومصر وسوريا ولبنان" لعب دورا مؤثرا في السياسية الغربية المنحازة لـ"إسرائيل" وتغيير لغتها "المنحازة بصورة عمياء للرواية الاحتلالية"، وبذل الجهد السياسي والدبلوماسي العربي الموحد على الصعيد العالمي "لتجسيد الرواية الفلسطينية العربية على ارض الواقع"، وان تعمل على تعزيز الصمود وعقيدة المقاومة لردع ووقف جرائم حرب الابادة الصهيونية، وكسر ارادة المعتدين وعربدتهم وهزيمة مخططاتهم "تهجير الفلسطينيين الى الاردن ومصر"، الاردن ومصر عليهم ادارة المعركة بالتنسيق مع الفلسطينيين بكل اطيافهم والوانهم "السياسية والاجتماعية الشعبية" كعامل رئيسي لوقف العدوان، وفرض الحل السياسي القائم على إنهاء الاحتلال، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وضمان حق اللاجئين في العودة وفقا للقرار 194، لدفن الحلم الصهيوني باقامة "الدولة التوراتية الكبرى" من الفرات الى النيل.