تصادف اليوم السبت ٢٠٢٤/١/٢٧ الذكرى السنوية الثانية لوفاة المرحوم الحاج مطيلة سلمان محمد السطول أحد رجالات ووجهاء قبيلة بني صخر والذي ترك بصماته الواضحة في ميادين الخير والعطاء واصلاح ذات البين وفك النشب ومساعدة المحتاجين، حيث كان المرحوم موضع الاحترام والتقدير أينما حل، وأحد رجالات الرعيل الأول البارزين والذين كرسوا حياتهم لخدمة القوات المسلحة الأردنية الجيش العربي حيث خدم لمدة ٢٧ عاما من البذل والعطاء وخدمة مجتمعه وأهله ووطنه وحرصه الدائم على أن يكون دائماً معهم وبينهم.
وامتاز بين عائلته وأبناء المجتمع بتواضعه الكبير وحب الخير وعطائه اللامحدود وآياديه البيضاء.
والدنا وحبيبنا وكبيرنا سلام من الله عليك يا " أبا خالد " ما أدلج الليل وما طلع النهار. سلام عليك يا أعز الناس وأغلاهم.
سلام عليك ورحمة من لدنه وبعد، لا أصعب على النفس وأوجع للقلب من أن نكتب عمّن نعشق فأكاد أقسم أن ذكرى الموتى تذيب القلب بكل ما فيه والحنين اليهم موت آخر.
فأنت تسكن كل حديث وتعتلي كل الحروف وتحتل كل الكلمات .
السنة الثانية مرت على رحيلك يا أبتي، تجرّعنا فيه مر الفراق وعلقم الفقد واكتوت قلوبنا بجمر الرحيل، حزنا عليك كثيراً حتى اشتكى من حزننا الحزن، في حيرة كيف سنروض أنفسنا على نسيان طلتك البهية وعطفك الأبوي وصوتك الذي يفيض رجوله وعطفًا، وقلبك الذي ينبض بالدفء والحنان.
فالمحبة لا تعرف عمقها إلا ساعة الفراق، وثمة خسارة كبيرة إلى حد... لا خسارة بعدها تستحق الحزن.
أبي مكانك الفارغ لم ولكن يملؤه احد ... وغيابك فاق كل حضورهم فأنت رجل يصعب ترجمته.
كم أتمنى أن أرجع للوراء لأعانق أحباباً لم يخبروني بموعد رحيلهم، رحم الله ضحكات لا تنسى وملامح لا تغيب .
رحم الله ارواحاً لا تعوض ولا تولد مرة أخرى. رحم الله مدرسةً عظيمةً لرجل يستحق أن نبكيه طول العمر. فقد رحل عنا ولم يرحل منا...
صدى رحيلك قد تردد بشديد الأسى واللوعه وحجم جنازتك وتعزيتك قد دلت على علو شأنك ومكانتك ومواساة الأحبة الكثر وقلوبهم المكلومه في مصابنا الأليم ووقفتهم معنا، كان له أطيب الأثر بإحالة كل الأسى إلى صبر جميل فمآثرك حيه وباقيه وأن غيّبك الموت جسداً لا روحاً...
فالرجل الصادق لو رحل تبقى ذكراه للأبد والذكرى العطره تدوم حتى لو رحل الجسد ولكن بعض الوجوه وفي مقدمتهم والدي حين ترحل تأخذ معها ... الحــــــــــياة.
وستبقى روحك جزءاً من قلوبنا وعقولنا وعيوننا فكل الكلمات لا تكفي بذكرها عن حياتك التي كانت شعله ونبته باسقه يتفيأ بها الجميع .
لا نجد خيراً من الدعاء الى الباري عزوجل أن يتغمدك بواسع رحمته ورضوانه.
اللهم نور مرقدهم ... وعطر مشهدهم ... وطيب مرجعهم وأنس وحشتهم ... وأعتق رقابهم من النار ... اللهم آمين.
وسنظل نسقي قبرك نهراً من الدعاء حباً وفقداً وشوقاً.
فوق سطور الغياب، تصرخ الحروف وجعاً ... عودوا الينا.