الإبداع هو اساس التطور والتقدم لجميع الأفراد والجماعات والأمم ، أما التقليد والاستنساخ مما هو موجود، فهو افضل وصفة لتعطيل ملكة الإبداع و تقريب الفرد او الجماعة او الأمة من طريق التدهور و التخلف والاندثار...
بهذا الكون والعالم نماذج كثيرة لمعالم حضارية تشهد على نهضة وتقدم أمم وشعوب غابرة ، كما سجل التاريخ اسماء لمعت في ميادين متنوعة، العمارة ، الفن ، الأدب، الفكر... .وهؤلاء لم يكونوا لينبغوا وتتألق أسماءهم لو لم يسلكوا نهج الإبداع وإضافة شيء لسجل الحضارة الإنسانية.
أما الإبداع فلا يمكن ان يتأتى لاحد دون تغذية العقل والذاكرة بعلوم او فنون او افكار ، وأن يكون له عقل ناقد و شعور نافذ لأعماق الظاهرة أو الحدث . هذا التفاعل بالعقل والشعور مع الظواهر والأحداث سواء منها الآنية أو التاريخية هو الذي يؤهل الإنسان و يجعل منه مبدعا في اي ميدان.
من اعماق حضارات عظيمة تجذرت في التاريخ روحا ومادة.. تركية، مصرية ، حجازية.. نهلت قريحة مبدعنا ' ابراهيم أصلان "
فهو من أب تركي اشتد عضده في رحاب الحضارة العثمانية، دون أن يغيب يوما عن الحضارة الفرعونية التي شهد من خلال رحمها نور الحياة لام مصرية.. لتحط به الرحال أخيرا بأرض الحجاز، أرض النبوة والسكينة الروحية..
هذه العوامل كلها خلقت من أصلان المبدع الذي ينهل من التاريخ الذي سكن اعماقه بأروع ما فيه، و من النفحات الحجازية روحها الربانية التي تبعث في الروح السكينة والسلام.
فابدع في الأهرامات الايكولوجية، ثم السفينة المعلقة التي تزخر بآثار و مأثورات الزمن الجميل و التي تسمو براكبها لآفاق المتعة الروحية، متعة صديقة للكون والطبيعة..
فكرة استمدها من فيض الإيمان الذي يغمر قلبه وحبه للطبيعة و الجمال ..
ايمانه برسالة نوح وسفينته التي بناها بوحي من الله لينجي كل الكائنات الحية من شرور العالم الذي عاش فيه، الكائنات التي آمنت برب الكون و الخير والفطرة والطبيعة .
من وحي هذا التاريخ وبكل ما حمله من أنوار ربانية، جاءت فكرة المبدع اصلان..
سفينة على الطراز القديم، بها مرافق تلبي كل حاجات الزائر او السائح للراحة النفسية والاستجمام والاسترخاء. موسيقى روحية مأكولات طبيعية، مرافق اجتماعية ثقافية تنهل من التراث العربي الإسلامي.. تغذي العقل و الروح بأجمل ما خلده تاريخ أمتنا والأمم الغابرة.
تملأ الروح بالسكينة، بعيدا عن الشرور التي هلكت الطبيعة وافسدت مزاج الإنسانية...
سفينة كسفينة نوح تنقل البشر من دروب الشر والقبح الى آفاق الخير وصفاء النفس .
هكذا يكون الإبداع، مشاريع تحمل الإنسان لعالم السكينة والسلام.. تنتشله من متاهات الحضارة التي طغت وتجبرت على الكون بمساحيقها الزائفة ودخان صناعاتها المهلكة إلى أحضان الطبيعة الأم و دروبها الخضراء.