بعد أن أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إنه أمر الجيش بتطوير خطة مزدوجة لإجلاء المدنيين من رفح و"سحق "ما تبقى من كتائب حركة حماس".على حد زعمه
وأضاف نتنياهو أنه لا يمكن تحقيق أهداف الحرب في غزة والإبقاء على 4 كتائب لحماس في رفح.
ويتزايد "القلق" الدولي على مصير مئات الآلاف من سكان غزة النازحين الذين لجؤوا إلى رفح منذ أن هددت إسرائيل باقتحام بري للمدينة الواقعة على الحدود مع مصر.
أين سيذهب النازحون في رفح؟
رفح هي آخر مركز سكاني رئيسي في غزة لم يشمله الهجوم البري حتى الآن، وسرعان ما أصبحت موطناً لعدد كبير من الفلسطينيين النازحين. حيث أظهرت صور الأقمار الصناعية هذا الأسبوع كيف تضخم حجم مدينة الخيام في غضون أسابيع قليلة. و أفادت شبكة CNN أن المدنيين الفلسطينيين الذين اتبعوا أوامر الإخلاء استشهدوا بسبب الضربات الإسرائيلية، مما يؤكد حقيقة أن مناطق الإخلاء والتنبيهات التحذيرية من جيش الاحتلال لم تضمن السلامة للمدنيين في قطاع غزة المكتظ بالسكان، حيث لا يوجد للفلسطينيين مكان آمن أو مكان للهروب من قصف الاحتلال.
ويتكدس في مدينة رفح نحو 1.5 مليون شخص، يتواجد معظمهم في خيام متواضعة وسط درجات حرارة منخفضة للغاية، وفي ظروف بالغة القسوة، علما أن تعدادها سكانها قبل الحرب لم يكن يتعدى 320 ألف نسمة.
وكانت مسؤولة في الأمم المتحدة قبل أيام قد حذرت من أن توسع نطاق العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة إلى جنوب القطاع يمكن أن يؤدي إلى "سيناريو أكثر رعبا" قد تعجز العمليات الإنسانية عن التعامل معه.
وأضافت في بيان أن هذا التوسع في العمليات البرية الإسرائيلية أجبر عشرات الآلاف من الفلسطينيين الآخرين إلى اللجوء إلى مناطق تواجه ضغطا متزايدا، وحيث ينتابهم اليأس في مسعاهم للعثور على الماء والغذاء والمأوى والأمان، مؤكدة أن لا مكان آمنا في غزة.
إحباط عائلات المحتجزين
بعد اعلان نتيناهو نيته لبدء هجوم جيشه البري على رفح بالتزامن مع رفض إسرائيلي للمحلاحظات التي وضعهتا حركة حماس وفصائل المقاومة على إتفاقية الاطار حول صفقة تبادل محتملة لا تزال الشكوك المحيطة بالآمال في التوصل إلى اتفاق جديد لإعادة المحتجزين الإسرائيليين من غزة، وجه الكثيرون، بما في ذلك عائلات المحتجزين الذين ما زالوا محتجزين لدى المقاومة الفلسطينية، غضبهم على نتنياهو، الذي رفض شروط وقف إطلاق النار واتفاق المحتجزين.
الولايات المتحدة تكتفي بالتحذيرات
قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيدانت باتيل، في مؤتمر صحفي، الخميس إن "إجراء مثل هذه العملية الآن دون تخطيط وقليل من التفكير في منطقة تؤوي مليون شخص سيكون بمثابة كارثة".
إلا أن وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن وقف في مؤتمر صحفي خلال جولته الخامسة إلى المنطقة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول منتقداً النشاط العسكري الإسرائيلي في غزة وقال" إن عدد القتلى بين المدنيين لا يزال مرتفعا للغاية رغم التحذيرات المتكررة، واقترح خطوات محددة يتعين على إسرائيل اتباعها".
وقال بلينكن في مؤتمر صحفي إن أي "عملية عسكرية تقوم بها إسرائيل يجب أن تراعي المدنيين في المقام الأول... وهذا ينطبق على حالة رفح" .
وعندما سئل عما إذا كانت الولايات المتحدة "ستقف موقف المتفرج" بينما تستهدف القوات الإسرائيلية رفح، كرر بلينكن الموقف الأمريكي بأن العملية العسكرية الإسرائيلية يجب أن تراعي المدنيين في المقام الأول.
لكن السؤال الأهم هنا أي مدنيين يمكن أن تسثنيهم العلميات العسكرية للاحتلال بينما ينزح نحو 1.5 مليون نازح غزّي على مساحة 151 كم مربع وهي المساحة الكلية لرفح.