انتقد طالبو تأمين صحي الحكومي من ذوي الدخل المحدود في محافظات الجنوب، قرارا لوزارة الصحة، بإجبارهم على التوجه الى مدينة الكرك للتبرع بالدم، للحصول على تأمين مدته 6 اشهر، ما يلقي عليهم أعباء مالية ومشقة كبيرة في التنقل.
وكان ابناء العقبة، حصلوا على ميزة التبرع بالدم في العقبة بمستشفى الامير هاشم العسكري، واعفائهم من الذهاب الى مديرية الصحة/ بنك الدمم في الكرك، لكن هذه الميزة أوقفت، جراء إصرار الوزارة على عدم تجديدها، والاستمرار بشرط التبرع من أجل الاعفاء لأهالي العقبة، كما لأهالي الجنوب، يتطلب الذهاب الى بنك الدم في الكرك، وفي إطار آلية واجراءات الوزارة الرسمية، ما تسبب بانتقادهم للقرار ودفعهم للمطالبة بإعادة الميزة لظروفهم المادية ولبعد المسافة.
وشكل هذا القرار صدمة كبيرة لطالبي التأمين، وذلك لضيق أحوالهم المادية، إذ تساءل بعضهم حول جدوى الاعفاء بهذه الطريقة، ولماذا لا يجري التسهيل عليهم، في ظل الظروف الراهنة التي يعيشها غالبية المواطنين من ضيق الحال، إذ من المفترض على حد تعبير مواطن رفض الكشف عن اسمه، ان يؤخذ دائما بالأسباب عند اتخاذ أي قرار، فوضع المواطن هذه الايام بخاصة من يسعى للحصول تأمين صحي، وضع صعب ماديا بمعنى أوضح لم يلجأ للتأمين إلا لأنه محتاج جدا، وتحت وطء الحاجة، ما يتطلب مساعدته وتيسير اموره، وعدم ارهاقه بأعباء معيشية ضرورية اضافية، فالتأمين الصحي أساسا حق كفلة الدستور للمواطن.
وتساءل مواطنون حول التردد في تحقيق التأمين الصحي الشامل للمواطنين كافة، مع انه حق دستوري ومطلب وطني، وبرغم المساعي المديدة لتحقيقه منذ سنوات، ليشمل ابناء الوطن كافة دون استثناء، لكن غالبا ما تظهر دائما عراقيل تعترض طريق اقراره وتنفيذه، تحت بند ما قد يترتب عليه من كلفة مالية عالية، وما قد يعترض صناديق التأمين من اشكالات مالية كالعجز، وعدم كفاءة الادارة والهدر لعوائد التأمين الصحي، بخاصة الحكومي منه.
في المقابل، بينوا ان عملية التبرع بالدم من أجل الاسهام بإنقاذ حياة مريض، أمر نبيل، لكن ربطه بالحصول على تأمين صحي يحتاج لإعادة نظر، بخاصة لأشخاص يحتاجونه لضرورات صحية وعلاجية.
منسق مبادرة "عالم ايجابي" الشبابية التطوعية في العقبة خلدون الرباع، دعا لإعادة اعتماد مستشفى الأمير هاشم ومديرية صحة العقبة للتبرع بالدم للحصول على تأمين صحي، مؤكداً أن إقرار الوزارة لهذا الاجراء، عملية شاقة بخاصة لطالب التأمين وغالبيتهم من ذوي الدخول المحدودة، كما ان التنقل من العقبة الى الكرك عملية شاقة عليهم بخاصة وانهم مرضى أساسا، بينما نعرف ان التأمين الصحي حق دستوري للمواطن.
وبين المواطن محمد ابو سعود، انه منذ فترة وهو يراجع مديرية صحة العقبة للتبرع بالدم للحصول على تأمين صحي، لإجراء عملية جراحية على نفقة التأمين، تقدر كلفتها خارج المستشفيات الحكومية بـ500 دينار، لكن المبلغ بالنسبة له كبير جداً، ومع صدور قرار الوزارة العام الماضي بأن الحصول على التأمين يقابله تبرع بالدم، والانتظار بعدها للحصول على الموافقة للحصول على التأمين، والعودة ثانية للكرك لأخذه.. كل هذا عملية مرهقة ومكلفة لا يقدر عليها.
مجلس محافظة العقبة، دعم انشاء بنك للدم في مستشفى العقبة الميداني، وهو جاهز للعمل وتبرع طالبي التأمين بالدم، بالرغم من ان غالبية المحتاجين للتأمين من المرضى وذوي الدخول المحدودة، وفق رئيس المجلس عماد عمرو، الذي اكد لـ"الغد" ان المجلس يدعو لإلغاء قرار الوزارة، ومنح ابناء العقبة والجنوب التبرع بالدم في مراكز او مستشفيات قريبة من مناطق سكناهم.
وأشار الى ان ابناء العقبة سابقا حصلوا على ميزة تعفيهم من الذهاب للكرك والتبرع في مستشفى الامير هاشم لكنه اوقف، وقد خاطب المجلس الوزارة لحل هذه المعضلة، ومساندة العديد من عائلات العقبة ممن لا حول لهم ولا قوة، لكن الوزارة لم تبد رغبة في التوجه لاعتماد بنك الدم في "ميداني العقبة". ولفت الى ان هذا القرار المجحف بحق شريحة محتاجة، يتطلب النظر اليه بعين الاعتبار والاهتمام من المعنيين بالوزارة، ومساعدة المحتاجين للتأمين بأي وسيلة، كاختصار مسافة اكثر من 250 كم للانتقال الى الكرك، للتبرع بالدم للحصول على تأمين لـ6 اشهر.
يشار الى ان نسبة المتبرعين بالدم إلى عدد السكان في المملكة وصلت الى 3.4 % وتعتبر من النسب المرتفعة عالميا، في وقت ان معدل التبرع اليومي بالدم في المملكة بين 250 - 300 متبرع أي ما يعادل بين 70 الى 90 ألف متبرع.
من جهته قال مدير إدارة التأمين الصحي بالوزارة د. نايل العدوان، إنه بإمكان أي شخص متبرع بالدم، الحصول على تأمين صحي درجة ثالثة لمدة 6 أشهر مجانا، وبإمكانه مراجعة جميع المراكز الصحية والمستشفيات التابعة للوزارة للعلاج، مشيراً الى أنه يمكن للشخص المتبرع الحصول على التأمين أكثر من مرة، ولا حصر لعدد مرات حصوله عليه، على ان يثبت تبرعه بالدم لدى بنوك الدم في المحافظات، ومنها في الجنوب بمحافظة الكرك.
وبين العدوان، ان قانون الوزارة، ألزم المواطن المتبرع بالدم التبرع عبر بنوك الدم في مرافق الوزارة بالشمال والوسط والجنوب، مشيرا الى منح ابناء العقبة سابقا ميزة التبرع عن طريق مستشفى الامير هاشم.
وأكد ان الوزارة في القريب العاجل، بصدد عمل بنك للدم في العقبة لاحتياجات الوزارة بالمدينة السياحية، ذات الخصوصية الكبيرة، فجميع المتبرعين الذين يطمحون للحصول على تأمين صحي، بامكانهم التوجه لبنك الدم، واصدار بطاقة تأمين لـ6 أشهر مقابل رسم اصدار رمزي.