بعد ساعات فقط من اعتقالها من داخل منزلها في بلدة كوبر قرب رام الله، أصيبت الأسيرة أيمان نافع، زوجة الأسير نائل البرغوثي بوعكة صحية، جراء ظروف الاعتقال.
وحمّلت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير اليوم الخميس، المسؤولية الكاملة عن حياة الأسيرة أيمان نافع، بعد تعرضها لانتكاسة صحية ونقلها إلى مستشفى (بلنسون) الإسرائيلي.
وتمكن محامي الهيئة من إجراء زيارة قصيرة لها في المستشفى، مؤكدا أنها اشتكت بعد اعتقالها من أوجاع شديدة بالصدر، وعلى إثرها نقلت إلى المستشفى، وبحسب المحامي فإن الأطباء أوصوا بتسريحها من المستشفى بعد إجراء فحوص لها، دون الحصول على تفاصيل أكثر حول وضعها الصحيّ.
وحالة الأسيرة ايمان ليست وحيدة او استثنائية، بل ان جميع الأسيرات يعانين من ظروف اعتقال صعبة، ألقت بظلالها السلبية على أوضاعهن الصحية والنفسية.
ولا يكاد يمر يوما، اعتقال قوات الاحتلال لفتاة او امرأة، وكان اخرهن صباح اليوم الخميس اعتقال الأسيرة السابقة الصحفية بشرى الطويل التي تعرضت خلال الاعتقال لاعتداء وضرب مبرح قبل اقتيادها من قبل الجنود، والشابة صمود مطير.
وشهد اليومين الماضيين تصعّيدا كبيرا في اعتقال النساء، حيث بلغ عدد النساء المعتقلات منذ الخامس من آذار حتى اليوم ثمانية أسيرات، ليبلغ عدد الأسيرات في سجون الاحتلال 60 أسيرة، وهذا المعطى لا يشمل أسيرات غزة في معسكرات الاحتلال غير المعلن عنها، واللواتي يتعرضن فيهن الى أقسى أنواع التعذيب والانتهاكات.
شكّلت عمليات الاعتقال للنساء ومنهنّ القاصرات، أبرز السّياسات التي انتهجها الاحتلال وبشكل غير مسبوق بعد السّابع من أكتوبر، حيث بلغ عدد حالات الاعتقال بين صفوف النساء بعد السابع من أكتوبر، نحو (240)، ويتضمن هذا المعطى النّساء اللواتي تعرضن للاعتقال في الضفة بما فيها القدس، وكذلك النساء من الأراضي المحتلة عام 1948، فيما لا يوجد تقدير واضح لأعداد النّساء اللواتي اعتقلنّ من غزة، حيث أفرج عن عدد منهنّ لاحقًا، إلا أنّه من المؤكد أنّ هناك نساء ما زلنّ معتقلات في معسكرات الاحتلال، وهنّ رهنّ الإخفاء القسري.
وبيّنت المؤسسات أنّ عدد الأسيرات القابعات في سجون الاحتلال، وغالبيتهنّ محتجزات في سجن (الدامون) (60) أسيرة، بينهنّ أسيرتان من غزة يقبعنّ في سجن (الدامون).
وكشفت أسيرات من قطاع غزة أفرج عنهن مؤخرا عن تعرضهن للتعذيب الجسدي والنفسي طيلة فترة اعتقالهن من طرف قوات الاحتلال، وفي احدى الشهادات قالت سيدة "إنه في 24 ديسمبر/كانون الأول دخلت الدبابات والجرافات الإسرائيلية إلى المدرسة التي كانوا يوجدون فيها وهدمت سور المدرسة، وطلب جنود الاحتلال من الجميع الخروج إلى الساحة وأن يرفعوا أيديهم، وبعد التجمع في الساحة طلبوا من الرجال نزع ملابسهم باستثناء الداخلية منها، ثم أخذوهم إلى الجامع، وبعدها طلبوا من النساء الذهاب أيضا إلى الجامع، حيث تم التحقيق معهن" وأكدت أن "الأسئلة تمحورت حول علاقتها وزوجها وأسرتها بحركة (حماس) وبمن ينتمي إلى المقاومة في المدرسة، وذكرت أن عناصر الاحتلال هددوها بعدم رؤية أولادها وخاصة طفلها آدم (5 سنوات) في حال لم تساعدهم، مؤكدة أنها أصرت على موقفها بعدم معرفة أي شيء، ومن ثم أخذوها رفقة أخريات إلى سجن زيكيم ثم إلى معتقل في القدس المحتلة، وبعد 8 أيام تم نقلهن إلى سجن حيفا، وأثناء عملية النقل تعرضن للسب والشتم، بالإضافة إلى الإهانة داخل السجن."