اختفت مذيعة بريطانية بشكل مفاجئ من على شاشة قناة "سكاي نيوز" البريطانية منذ أكثر من شهر، بعد لقاء أجرته مع ديبلوماسي إسرائيلي سألته فيه عما إذا كانت دعوته لقبول الهجرة الطوعية للفلسطينيين، تشبه ما فعله النازيون باليهود عشية الهولوكوست.
وكانت المذيعة البريطانية بيل دوناتي قد أجرت منذ أكثر من شهر لقاء ساخنا مع سفير إسرائيل السابق لدى الأمم المتحدة داني دانون على قناة "سكاي نيوز" البريطانية، وواجهته فيه بما جاء في مقال مشترك له مع عضو آخر في البرلمان الإسرائيلي، نشر بما بدا توطؤا من صحيفة "وول تسريت جورنال" الأمريكية، والذي دعيا فيه إلى تهجير الفلسطينيين.
وسالت المذيعة يومها دانون إذا ما كانت دعوته لـ "الهجرة الطوعية" للفلسطينيين من غزة، وحث البلدان في جميع أنحاء العالم على استقبالهم تشبه ما تعرض له اليهود في أوروبا خلال الهولوكوست.
وأثناء النقاش قال دانون: "أعتقد أن أي شخص في العالم يريد الانتقال طوعا إلى بلد آخر يجب أن يكون مؤهلا للقيام بذلك".
وردت المذيعة دوناتي (التي لها أصول فرنسية كذلك): "نعم، هذا هو نوع النقل الطوعي للعديد من اليهود خلال المحرقة، كما أتخيل.. إنها ليست عملية نقل طوعية".
وانفعل دانون ردا على دوناتي، ووصف تعليقاتها بأنها "معادلة مخزية ومعادية للسامية"، وأدان المذيعة لمقارنتها المحرقة بالوضع الحالي في غزة.
وذكر تقرير لصحيفة "القدس العربي" اللندنية اليوم السبت، أنه سرعان ما تحركت الآلة الإعلامية والدعائية الصهيونية لشن حملة ضد المذيعة والقناة. ولم يكد يمر وقت قصير، حتى قامت قناة "سكاي نيوز" بالاعتذار ببيان بثته على الهواء مباشرة.
وجاء في البيان: "تدرك سكاي نيوز عدم ملاءمة هذه المقارنة تمامًا والطبيعة المسيئة لتلك التعليقات. تود سكاي نيوز الاعتذار دون تحفظ عن المقارنة ولـدانون شخصيا".
وبحسب صحف بريطانية رفض متحدث باسم "سكاي نيوز" التعليق على ما إذا كان سيتم اتخاذ أي إجراء تأديبي ضد دوناتي.
لكن منذ ذلك اليوم، أي في 26 يناير/ كانون الثاني الماضي لم تظهر المذيعة مجددا على شاشة "سكاي نيوز"، مما أثار تساؤلات.
ولم يظهر لبيل دوناتي كذلك أي نشاط على حسابها على منصة "إكس" منذ ذلك الوقت. واللافت أنها تنشر وتعيد نشر على حسابها منشورات متضامنة مع الفلسطينيين وغزة ومُدينة للجيش الإسرائيلي.
وتعيش بريطانيا حراكا شعبيا وسياسيا وإعلاميا متناميا منذ بداية الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة، والتي خلفت عشرات الآلاف من الضحايا بين شهداء وجرحى وآلاف النازحين.