شهدت الساعات الأخيرة عاصفة سياسية في إسرائيل؛ إثر تنفيذ خطة إجلاء لعشرات الأطفال الفلسطينيين الأيتام من قطاع غزة، ونقلهم إلى إسرائيل، من دون علم مجلس الحرب "الكابينت".
وتتحدث وسائل إعلام عبرية عن قرابة 70 طفلا فلسطينيا فقدوا آباءهم جراء الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع، نقلهم الجيش الإسرائيلي سرًا من غزة إلى نقطة تجميع داخل إسرائيل، قبل أن ينقلهم إلى الضفة الغربية.
ووفق تقرير صحيفة "معاريف"، وغيرها من وسائل الإعلام العبرية، نُفِّذَت الخطة بالتعاون بين الجيش الإسرائيلي والإدارة المدنية، وهي هيئة الحكم الإسرائيلية في الضفة الغربية، وبتوجيهات من هيئة الأمن القومي، التي يترأسها تساحي هانغبي.
ألمانيا تقف خلف الخطة
الصحيفة كشفت أن الخطة التي نُفذَت خلال الساعات الـ 24 الماضية، كبادرة حسن نوايا لألمانيا، اتخذت من مدينة خان يونس جنوبي القطاع منطلقًا لها، ومن هناك نُقل الأطفال إلى نقطة تجميع في إسرائيل، وقالت إن بعضهم نُقل إلى نقطة في ضواحي القدس، من دون أن تحددها بالضبط.
وذكرت أن معارضي تلك العملية "غير الاعتيادية" يرون أنها تعني "أنه في الوقت الذي يصفي فيه الجيش الإسرائيلي العناصر المسلحة، فإنه يقوم بإنقاذ أطفالهم"، على حد قولها.
ونوهت إلى أن السفارة الألمانية في تل أبيب هي التي تقف وراء طلب إنقاذ الأطفال الغزيين، وأن نجاح العملية جاء رغم أن حركة حماس ما زالت تمتلك سيطرة على المنطقة التي شهدت تجميع الأطفال في خان يونس قبل نقلهم إلى إسرائيل.
صحيفة "يديعوت أحرونوت" زادت على تلك الأنباء، أن أعمار الأطفال تتراوح بين 3 إلى 15 عامًا، وقالت إن وجهتهم الأخيرة هي الضفة الغربية.
وكشفت أن السفارة الألمانية هي التي طالبت بذلك، بمبادرة من دار أيتام تحمل اسم (SOS) تمولها حكومة ألمانيا، وأن برلين وجهت طلبًا لهيئة الأمن القومي الإسرائيلي لنقل الأطفال إلى دار أيتام في مدينة بيت لحم.
انتقادات حادة لوزراء اليمين المتطرف
من جانبها، صادقت هيئة الأمن القومي الإسرائيلية على نقل الأطفال على شكل مجموعات إلى نقطة التجميع في إسرائيل، من دون علم "الكابينت"، ما أشعل غضب وزراء كتلة الصهيونية الدينية، وعلى رأسهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش.
ودعا سموتريتش رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى توضيحات فورية، وزعم أن الأمر غير أخلاقي، وانتقد ما عدَّه "إنقاذ الأطفال الغزيين في وقت اختطفت فيه حركة حماس أطفالًا إسرائيليين"، وذكر أن الجهات التي نفذت العملية لا تمتلك سلطة أو صلاحية لعمل من هذا النوع.
وانضم وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، للانتقادات ضد الجيش وهيئة الأمن القومي والإدارة المدنية، ونقلت عنه الصحيفة أن "البلد الذي يريد نصرا كاملا، لا يتصرف بهذه الطريقة".
وزعم أن مجلس الحرب "أقدم على عدد لا نهائي من الخطوات الإنسانية (الزائفة) لصالح الغزِّيين، بينما يواصل مواطنو إسرائيل دفع ثمن فادح". وكالات