أكدت أطراف عراقية متعددة عدم وجود أي جدول زمني محدد لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق، بعد جولات المباحثات بين بغداد وواشنطن بشأن ذلك، وسط ترجيحات بتأجيل حسم هذا الملف إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وبدأت المحادثات بين بغداد وواشنطن في يناير/ كانون الثاني الماضي، بعد توتر أمني كبير في العراق، إثر رد الولايات المتحدة بغارات جوية استهدفت مواقع فصائل مسلحة حليفة لإيران، بعد مقتل ثلاثة جنود أمريكيين بهجوم استهدف قاعدة عسكرية على الحدود بين الأردن وسوريا، ضمن منطقة التنف.
وقال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي ياسر وتوت، لـ"إرم نيوز"، إنه "رغم إجراء أكثر من جولة تفاوضية، بين اللجان الفنية والعسكرية المشكلة من بغداد وواشنطن، لكن لا يوجد أي جدول زمني لإنهاء هذه المفاوضات والحوارات، ولا جدول زمنيًا لسحب القوات الأمريكية".
وبيّن وتوت أن "هناك تخوفًا من المماطلة بهذه المفاوضات والحوارات، كما أن هناك رغبة أمريكية لتأجيل حسم هذا الملف إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر إجراؤها في نوفمبر، ولهذا نرى أن هناك تسويفًا بهذا الملف وتأجيلًا من قبل الجانب الأمريكي، ومحاولة تأخير سير المفاوضات".
وأضاف أن "إنهاء مهام التحالف الدولي، وإخراج القوات الأمريكية، لا يحتاج إلى كل هذا الوقت من الحوار والتفاوض؛ فهذه القوات جاءت بطلب عراقي، وعليها أن تخرج كذلك بطلب عراقي، كما نحذّر من أن أي تأخير في حسم هذا الملف قد يعيد التصعيد العسكري من قبل الفصائل المسلحة ضد الأهداف والمصالح الأمريكية في العراق، ولهذا يجب الإسراع بحسمه وعدم ربطه بالانتخابات الأمريكية".
إلى ذلك، قال المحلل الباحث في الشأن الأمني والسياسي العراقي، المقيم في واشنطن، نزار حيدر، لـ"إرم نيوز"، إنه "بكل تأكيد الحوار بين العراق والولايات المتحدة لا يعني إنهاء الوجود الأمريكي العسكري بشكل سريع، ولهذا وجدت هذه المفاوضات والحوارات، وستكون لأكثر من جولة، وشُكلت لجان عسكرية وفنية، وكل لجنة تعمل على حدة، وهذا يعني أن الحوار سيطول ولا وقت محددًا لحسمه".
وبيّن حيدر أن "ملف الوجود الأمريكي في العراق له تأثيرات على حظوظ بايدن في الانتخابات الرئاسية المرتقبة، ولهذا لا يريد بايدن وفريقه حسم هذا الأمر في الوقت الحالي، ومن المؤكد أن الأمر سيُترك إلى الإدارة الأمريكية الجديدة، سواء كانت لبايدن أو ترامب، لكن لا نعتقد أن هناك أي نية أمريكية للانسحاب حتى بعد الانتخابات".
وأضاف أن "كل المعلومات والمعطيات تؤكد أن الجانب الأمريكي لم يبحث حتى الآن أي شيء بشكل رسمي بشأن الانسحاب، وما تتم مناقشته هو تنظيم العلاقة الأمنية والعسكرية، والتصريحات الأمريكية الرسمية تؤكد أن لا نية للانسحاب، وربما يتم تغيير عنوان هذا التواجد، فالأمريكان لا يريدون تكرار خطأ سنة 2011 بترك العراق، ما يزيد من نفوذ إيران وأدواتها بشكل أكبر وأخطر في العراق".
وختم نزار حيدر بالقول: "إن ترحيل هذا الملف إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية من المؤكد سيدفع الفصائل المسلحة القريبة من إيران إلى الضغط العسكري من خلال استهداف الأمريكان في العراق وحتى سوريا؛ بهدف دفع الحكومة العراقية للإسراع بحسم هذا الأمر، وعودة تلك العمليات تعني عودة الرد الأمريكي على الفصائل وقياداتها".
وتصاعدت دعوات إخراج القوات الأجنبية من العراق، وإنهاء عمل التحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن، مع تزايد الضربات الجوية الأمريكية التي تستهدف الفصائل المسلحة المدعومة من إيران وقادتها، وقد اغتيل خلالها، أخيرًا، أبرز قادة ميليشيات كتائب حزب الله، (أبو باقر الساعدي). وكالات