يساعد الديوان الملكي في المملكة الأردنية الهاشمية العائلة المالكة في صياغة الأنظمة والمراسيم الملكية، وهو مسؤول عن ضمان الإدارة الفعالة للقصر الملكي، ويمثل الديوان الملكي الهاشمي، الواجهة والذراع الرسمية التي تشرف على إعداد وتنفيذ برامج جلالة الملك المحلية والدولية.
الديوان الملكي الهاشمي، يعتبر حلقة الوصل الرئيسية بين الملك وأجهزة الدولة بدءا بالحكومة مرورا بالقوات المسلحة، والأجهزة الأمنية، والسفارات الأردنية في الخارج.
كما أن الديوان مسؤول عن تنظيم الشؤون السياسية والإدارية بين جلالة الملك عبد الله الثاني وبين السلطات، الدستورية (التنفيذية والتشريعية والقضائية).
لقد أتيحت لي الفرصة لزيارة الديوان الملكي مع وفد يضم نخبة من الشخصيات الثقافية والفكرية المميزة من أهالي نابلس بالأردن، وقد هدفت الزيارة إلى التعبير، عن كل معاني الوفاء والاعتزاز، للجهود المبذولة الكبيرة والمتواصلة لجلالة الملك المفدى عبد الله الثاني، على الصعيدين الدولي والإقليمي، لمساندة ونصرة الشعب الفلسطيني، والتي كان لها تأثير واضح على تغير المواقف الدولية، والنظرة إلى الانتهاكات المستمرة من الاحتلال تجاه قطاع غزة.
وكان من أجمل ما قيل في اللقاء "نباهي الدنيا بمواقف الهاشميين، التي رسمت تاج عز على جبين الأمة، تاجا يطال الكواكب مجدا وكبرياء".
إن مشاركة الملك عبد الله الثاني بنفسه بإنزال المواد الغذائية والطبية لأهلي غزة، من المواقف التي لا تنسى، بل تسجل في تاريخ الأمة العربية، وقد أرسلت رسالة للعالم أجمع بأن الإنسانية لا تجزأ، وان إغاثة المدنيين لا تهاون به.
إن الموقف الهاشمي يحمل في ثناياه نصرة، ورفع للروح المعنوية لأشقائنا الكرام بغزة، الذين يعانون أسوأ الظروف.
لا أحد يستطيع العيش دون أبسط الحقوق الإنسانية، ولكن الوجع النفسي وانخفاض الروح المعنوية، يضاهي الجوع والعطش، فجاءت نصرة الأردن بقيادة الملك المفدى وسمو ولي عهدة الأمين الأمير الحسين، الذي كان قد حرص بدوره على مرافقة كوادر المستشفى الميداني، إلى مدينة العريش المصرية، وعلى المتابعة الميدانية لعمليات إرسال المساعدات الإنسانية والطبية للأشقاء.
كما شاركت سمو الأميرة سلمى في إحدى عمليات الإنزال الجوي للمساعدات، وذلك بدوره حمل تعبيرا رمزيا من أميرة أردنية، لرفع الروح المعنوية، ودعم المرأة الفلسطينية بغزة هاشم، التي عانت الفقد والقهر .
لقد رفع الأردن بقيادته الهاشمية، شعار الخير والبركة والعطاء ، وسعى بكل الوسائل المتاحة للتقليل من معاناة أهالي غزة.
لقد جاء كل ذلك ترجمة واضحة لمعنى الوصاية الهاشمي. كما حمل رسالة واضحة للعالم عن أهمية المعنى الحقيقي لكلمة الملك المفدى "القدس ومستقبل فلسطين خط أحمر".
الأردن بمواقفه السياسية القوية، أعطى مزيدا من إلقاء الضوء على حق الشعب الفلسطيني بالحياة، وتأسيس دولة فلسطينية مستقلة، وحفز العديد من الدول الغربية لتغيير موقفها تجاه ما يجري في غزة من انتهاكات بحق المدنيين ، مما دفع العديد من الدول لعمل إنزال بالتشارك مع الأردن.
وفد أهالي نابلس بالأردن، حمل خطاب اعتزاز بكل ما تم تقديمه من دعم ومساندة إلى الأشقاء الفلسطينيين.
وقد استهل رئيس الديوان الملكي الأردني معالي العيسوي حديثه بالقول "الملك لم ولن يدخر جهدا لوقف العدوان على غزة".
كما أكد معاليه بأن جلالته تمكن، بمواقفه وطروحاته القوية، من تفنيد السردية الإسرائيلية والتأثير على القرار الدولي والرأي العام العالمي، الذي بات يطالب بالوقف الفوري للعدوان، وإنقاذ الشعب الفلسطيني.
الديوان الهاشمي العامر، يمثل المؤسسة التي ساهمت بالعمل كحلقة الوصل بين الملك والشعب ، فاستحق أن يسمى بيت الأردنيين، وقد عكس السياق الملكي واضحا، وعبر عن موقف الأردن، تجاه فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.