حذر تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية من أن تؤدي الحلول المطروحة لأزمة هايتي إلى تمكين العصابات الإجرامية، وتفاقم دائرة عدم الاستقرار.
وقالت الصحيفة، إنه في مواجهة العنف المتصاعد وانعدام اليقين السياسي، تقف هايتي عند منعطف حرج، لافتة إلى أن إصرار المجتمع الدولي على إجراء انتخابات سريعة كعلاج سحري للمحن التي تعيشها هايتي قد يؤدي عن غير قصد إلى نتائج عكسية.
وتثير مشاهد الاضطرابات الأخيرة في هايتي، واستقالة رئيس الوزراء آرييل هنري في خضم انتفاضة العصابات العنيفة، شعوراً مخيفاً حول مستقبل البلاد.
ويبدو أن الحل المقترح المتمثل في تشكيل مجلس انتقالي لحكم البلاد "يتعثر"؛ ما يسلط الضوء على الصراعات الراسخة على السلطة بين الشخصيات السياسية المألوفة، والائتلافات، ونخبة رجال الأعمال الأوليغارشية (الأقلية النافذة).
وأوضحت الصحيفة أن تاريخ هايتي المضطرب منذ سقوط دكتاتورية فرانسوا دوفالييه في عام 1986 شابته الانقلابات، والحكومات الانتقالية، واستغلال العصابات الإجرامية لتحقيق مكاسب سياسية.
ولفتت إلى أنه حتى الشخصيات اليسارية أسهمت في دائرة العنف السياسي، مثل جان برتراند أريستيد، الذي وظف العصابات المسلحة المعروفة باسم "تشيمير".
وأشارت الصحيفة إلى أن استقالة هنري، التي تأثرت بتحالف عصابات "مجموعة التسعة"، تؤكد النفوذ المنتشر للعناصر الإجرامية في السياسة الهايتية.
وأوضحت أنه على الرغم من الدعوات لتشكيل مجلس انتقالي، فإن المستقبل السياسي للبلاد لا يزال غير مؤكد، حيث تتنافس الفصائل المؤثرة على السيطرة، مثل حزب بلاتفوم بيتيت ديسالين.
إلى ذلك يرى البعض أن التدخل الأجنبي، ولا سيما من الولايات المتحدة، كثيراً ما أدى إلى إدامة عدم الاستقرار السياسي في هايتي من خلال دعم القادة من نفس النخبة الصغيرة.
ويوضح هؤلاء أن المفاوضات الأخيرة لتشكيل مجلس انتقالي تفتقر إلى الشفافية، الأمر الذي ترك مواطني هايتي أمام مستقبل مجهول.
وأكدت الصحيفة أنه مع استمرار الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار في هايتي، تنشأ المخاوف بشأن مدى فاعلية التدخلات الخارجية، نظراً لإخفاقات الماضي ومزاعم "سوء السلوك" فيها.
ويحذر البعض في هذا السياق من "نمط متكرر"، حيث يقوم الحرس القديم من النخبة بملء الفراغ في لحظات الأزمات، ما يؤدي إلى إدامة نظام الإقصاء السياسي.
وأضافت "الغارديان"، أنه علاوة على ذلك، كان فشل مؤسسات الدولة في هايتي، وهيمنة المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص سبباً في تهميش المواطنين العاديين.
كما خلق ذلك أرضا خصبة لنفوذ العصابات، حيث يظهر جيمي شيريزر، زعيم العصابة الذي تحول إلى رجل نافذ في البلاد، وهو يقود أحدث حملة عنيفة للسيطرة على البلاد، وفقا للغارديان.
وختمت الصحيفة بالإشارة إلى أن طريق هايتي إلى الاستقرار والمساءلة السياسية يتوقف على معالجة القضايا البنيوية العميقة الجذور، وتمكين مواطنيها باعتبارهم مشاركين نشطين في العملية. وكالات