الانسانية هي السمو والارتقاء ،المشاعر الصادقة والقيم الدالة على قيمة الانسان والتي تميزة عن غيره من الكائنات الحية ، الذي يحب لغيره الخير كما يحب لنفسه ، فأين نحن منها اليوم !؟
الانسانية هي الخلق الاعظم ،فلو حفظ كل شخص انسانيته وتصرف بمبادىء الاخلاق الحميدة واتسم بالسمو والعفه والرفعة لنجي المجتمع وتطور وازدهر لان الأمم تنموا بانسانيتها، فأنجح المجتمعات هي التي لديها اخلاق حميدة ، وان كل الديانات السماوية حثت على مكارم الاخلاق ، فالله سبحانه وتعالى خلق كل القلوب نقية طاهرة ، فالمبدأ هو لاصحاب القلوب الرحيمة ، والبقاء للانسانية دائما وابدا ، فالجمال الحقيقي يتمثل في الخلق والانسانية ،فالانسانية هي ان لا تتخلى عن غيرك في حاجته ، وان لا تقسوا على احد ، و تتخلى عن الانانية ،والصفات السلبية ونحن البشر بطبيعتنا بحاجة دوما لمن يمد لنا يد المساعدة وخاصة في الظروف الصعبة الأليمة ، فمن سيساعد ويساند نساء واطفال غزة اليوم ، انهم يحتاجون للإنسانية في كل ثانية !؟ خاصة ونحن في شهر الرحمة والمغفرة شهر رمضان المبارك. ايضا نساء واطفال الشعوب الفقيرة الذين يعانون الفقر والجوع والحرمان .
الانسانية هي تعزيز رفاهية الانسان بان جميع البشر يستحقون الاحترام والكرامة من اجل النهوض برفاهية البشر ككل ،
الانسانية لا تتوقف : ان الانسانية بكل ما تحمله من صفات انسانية هي الاساس والمرجع والمعيار التقييمي لصالح الانسان ، ان كل الشرائع السماوية والقوانين تتقابل مع القيم الاخلاقية ، لذلك فان الاديان السماوية كلها أتت معززة داعمة للمفهوم الانساني ، فالرقي بالاخلاق لا يتطلب ان تكون متدينا ، فكم من الآخرين طيبين ومنصفين واصحاب قلوب رحيمة وعطاء من اجل الانسانية يبحثون ويخترعون ويصغون وينشدون العدل والسلم ويدافعون عن المظلومين ويمدون اياديهم البيضاء لكل مهموم ومحتاج فهم من اصحاب الديانات المختلفة والثقافات المتنوعة والاجناس المتفرقة .
الوقوف مع غزة من الشعوب الاخرى، فالشعوب بانسانيتهم يطالبون بوقف العدوان والحصار على غزة، ودخول المساعدات الانسانية للنساء والاطفال الذين يعانون الجوع والفقر والمرض والموت الذي ينتظرهم بكل لحظة وكل ثانية ، فالتصعيد لا يفيد الانسانية بل يدمرها .
ومن القيم الانسانية التي اجتمعت عليها الشرائع السماوية: العدل ،التسامح ،الوفاء بالعهد ، ومراعاة حق الجوار والكلمة الطيبة ، واداء الامانة ، والصدق في الاقوال والافعال نعم بالافعال . ( نسمع جعجعة ولا نرى طحنا).
قد تختلف الشرائع السماوية في العبادات وطريقة ادائها وفق طبيعة المكان والزمان لكن الاخلاق والقيم الانسانية التي تكون اساسا للتعايش لم تختلف في اية شريعة من الشرائع كي تعيش البشرية في سلام وأمان ، وصفاء لا نزاع وحرب ولا جوع وعطشى .
فالقانون الدولي الانساني يقوم على مجموعة من المبادئ الأساسية والتي تتنوع بدورها الى أحكام تفصيلية تهدف في مجموعها الى تحديد الضمانات اللازمة للحد من آثار النزاعات المسلحة والعمليات الحربية على الاشخاص الذين لا يشاركون في القتال او اصبحو غير قادرين على المشاركة فيه .وان كان القانون الدولي الانساني لا يمنع الحرب فانه يسعى الى الحد من آثارها حرصا على مقتضيات الانسانية والتي لا يمكن ان تتجاهلها الظروف الحربية ، ويهدف مبدأ الانسانية في القانون الدولي الانساني المحافظة على العنصر البشري بغض النظر عن الفئة التي ينتمي اليها ، فالتعامل معه هنا يكون بمقياس انه انسان . فمتى سوف نطبق مبدأ الانسانية ؟! فالتاريخ لا يرحم .