أخذتنا الحرب على غزة بعيداً وما تزال، عن المتابعة والمعاتبة في شؤون كرة القدم العالمية والمحلية، حتى ان الفوز بوصافة كاس آسيا جاء على شكل تهنئة عابرة. هذا هو الشعور الأردني عندما يكون هناك جرح عربي مفتوح وينزف، وما أكثر ما فعلناه في الأردن، تجاه الأشقاء الفلسطينيين تحديداً. ألغى المرحوم الشيخ سلطان العدوان رئيس النادي الفيصلي استقبال المهنئيين بمناسبة الفوز ببطولة محلية تضامناً مع الأشقاء وأهالي الشهداء الذين قتلهم العدو الصهيوني في الحرم الإبراهيمي بالخليل في رمضان عام ١٩٩٤. أجزم أن الحرب على غزة لن تترك للأردنيين مجالاً لأن يفرحوا ويمرحوا كغيرهم من الشعوب، ولكنها الحياة لا تتوقف عند محطة فرح ومحطة مرح، هكذا هي ماضية. ما علينا، شخصياً، لم اشاهد لا مباراة الفيصلي مع السد القطري على ستاد عمان في دوري أبطال آسيا، ولا مباراة الإياب للمنتخب الوطني مع نظيره الباكستاني في تصفيات كاس العالم، ولكني سمعت صرخة وغضبة تألمت منهما عبر فيديوهات الفيسبوك. الأولى: صرخة الإصابة الشنيعة التي تعرض لها نجم المنتخب والفيصلي الشاب الصاعد الخلوق أمين الشنانية وقد خسره الطرفان في الدوري والنهائيات التي استضافتها قطر. والثانية: الغضبة التي اطلقها نجم "النشامى" المحترف خارجياً، موسى التعمري، لسوء أرضية ستاد عمان. وإذا كان هنا من لوم، فإنني أُوجهه إلى اتحاد كرة القدم الذي أمضى عقوداً، دون أن ينشىء ملعباً خاصاً للمنتخب يكون على سوية عالية، ليضمن سلامة اللاعبين ويبيّض وجهه ووجه البلد أمام منتخبات الدول التي تقابل منتخبنا. أما اللوم الآخر، فهو موجه لوزارة الشباب التي اهدرت ملايين الدنانير على هذا الملعب، دون أن تريح نفسها وتستريح الفرق والمنتخبات، وكأن ستاد عمان، بات " خط سرفيس" كثرت فيه المطبات والحفر ، والإصابات،وصارت الصيانة لا جدوى لها، فهل يستمر الحال، وماذا الحل!. هناك من يقول: أين الحكومة، أو الحكومات؟ الإجابة: كل حكومة تقول، لدينا أولويات أهم من " كرة القدم"، فيما الاتحاد ووزارة الشباب، عاجزان عن التفكير بالحل، وكيف يوجّهان أموالاً يحصلان عليها، بطرق صحيحة، ولأن هناك نشاطات الوزارة ومشاركات للاتحاد، ينفقان عليها، ولا قيمة ونفع لها.