تنامت مخاوف الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة من أن الصين طورت حاسوبًا كميًّا عملاقًا قادرًا على فك كل الشيفرات الغربية وجعل الدفاعات السيبرانية عديمة الفائدة، بحسب تقرير لصحيفة تلغراف البريطانية.
ويشير التقرير إلى أن هذا "السيناريو المرعب" برز للعلن بعد الكشف عن عملية اختراق مجهولة المصدر، يُرجح أن مجموعة قرصنة تابعة للحكومة الصينية نفذتها.
وقد استهدف هذا الاختراق أجهزة الحاسوب في وزارة الخارجية الأمريكية، وتسبب بتاريخ 15 يونيو/ حزيران من العام الفائت، في الوصول إلى البريد الإلكتروني لمئات من المسؤولين الحكوميين في أمريكا والمملكة المتحدة أبرزهم وزيرة التجارة الأمريكية، والسفيرة الأمريكية لدى الصين.
ورغم مرور تسعة أشهر، لم يتمكن الخبراء في شركة مايكروسوفت والمسؤولون الأمريكيون في وكالة الدفاع السيبراني الأمريكية من معرفة كيفية تمكن المتسللين الصينيين من سرقة أو تزوير مفتاح رقمي قادر على الولوج إلى أجزاء مهمة من البنية التحتية الرقمية للحكومة الأمريكية، واختراق حسابات البريد الإلكتروني المفتوحة التابعة لمسؤولين رفيعي المستوى حول العالم.
حوسبة كمومية
وفي ضوء تعدد الفرضيات، قدمت وكالة الدفاع السيبراني 46 فرضية، إلا أن أحد السيناريوهات الأكثر ترجيحًا ذهب إلى امتلاك الخصم قدرة "حوسبة كمومية"، نظرية لكسر التشفير السري، في إشارة واضحة إلى مدى جدية التعامل مع تهديد التقدم الكمي الصيني.
ولفت التقرير إلى أن تطوير أجهزة الكمبيوتر الكمومية لا يزال في مراحله الأولى، ولكن يُنظر إلى التكنولوجيا على أنها حاسمة للأمن القومي في المستقبل.
وتختلف الآلات الكمومية المتقدمة تمامًا عن الكمبيوتر العملاق الحديث، إذ تعتمد على خصائص فيزياء الكم والجسيمات لإجراء حسابات متقدمة.
ومن الناحية النظرية، تسمح هذه الحسابات المتقدمة بتجاوز قدرات أجهزة الكمبيوتر التقليدية، التي تعتمد على الأرقام الثنائية والأصفار في العمل.
ويتمثل الخوف الرئيس في إمكانية استخدامها لكسر أنظمة التشفير الحديثة بسهولة والوصول إلى المعلومات الخاصة.
وفي هذا السياق، يقول آدم ماروياما، وهو كبير مسؤولي التكنولوجيا في شركة جاريسون للأمن السيبراني وضابط مخابرات سابق، إن "الاستخدام الهجومي للحوسبة الكمومية من شأنه أن يجعل معظم التقنيات الحديثة لتأمين البيانات أثناء النقل، والبيانات غير النشطة عديمة الفائدة".
ويضيف: "نظرًا لأن النظام البيئي الأمني اليوم يضع الكثير من الاهتمام في قوة خوارزميات التشفير، فسيكون هذا بمثابة كارثة".
وأكد التقرير أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة قد بدأتا بالفعل في أخذ تهديد تطوير نظام كمي من قبل دولة منافسة سرًّا على محمل الجد، حيث أطلق المسؤولون بشكل عاجل مشروعا للبحث عن تكنولوجيا تُسمى "Q-Day" (التشفير ما بعد الكمي)، يمكن أن يكون مقاومًا لمثل هذا الكمبيوتر الكمي الكابوس.