كشفت دراسة حديثة أجراها علماء الأعصاب من جامعة بيتسبرغ، أن شم الروائح المألوفة يمكن أن يساعد في تحسين الحالة المزاجية لدى الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب والزهايمر، بحسب صحيفة "تلغراف" البريطانية.
واستذكر المشاركون في الدراسة لحظات محددة من حياتهم عندما اشتموا رائحة فيكس فابوراب "مرهم متعدد الاستعمالات تفوح منه رائحة المنثول"، والقهوة، وملمع الأحذية الشمعي، ومستخلص الفانيليا، وصابون اليد الخزامى، وغيرها، فيما اتضح أن الروائح أثارت ذكريات محددة من حياتهم أكثر من الكلمات، وفقًا للصحيفة.
وقالت الدكتورة المؤلفة المشاركة في الدراسة، كيمبرلي يونغ: "إن مرضى الاكتئاب يركزون على الأحداث السلبية أو يفسرون الأحداث في ضوء سلبي؛ لكن الذكريات التي تثيرها الرائحة تميل إلى أن تكون أكثر وضوحًا و"حقيقية" وأكثر فاعلية في إثارة الأحداث الإيجابية، والتي يمكن أن تقطع أنماط التفكير السلبية."
وأضافت: "إذا قمنا بتحسين الذاكرة، يمكننا تحسين حل المشكلات وتنظيم العواطف والمشكلات الوظيفية الأخرى التي غالبًا ما يعاني منها الأفراد المصابون بالاكتئاب."
ونقلت الصحيفة البريطانية عن عالمة الأعصاب الإدراكية والخبيرة الرائدة في علم نفس الشم البروفيسور راشيل هيرز قولها إنه لا يوجد نظام حسي يتمتع بنفس القدر من القوة العاطفية والإثارة مثل حاسة الشم.
وأضافت هيرز :"تتم معالجة حاسة الشم لدينا في نفس الجزء من الدماغ الذي تتم فيه معالجة عواطفنا وذكرياتنا العاطفية"، مبينة "لذلك عند شم شيء ما، إذا كان هناك ارتباط مسبق، فإنه ينشط على الفور عاطفة هذا الارتباط."
تنشيط الذاكرة لدى مرضى الزهايمر
من جانبه، يعتقد البروفيسور جودوين، أنه "يمكن علاج الزهايمر والروائح، وعادةً ما تكون خلايا الأوعية الدموية في الدماغ متشابكة بإحكام شديد لمنع مرور المواد عبر ما يسمّى حاجز الدم في الدماغ."
واستدرك "لكن الزيوت العطرية عبارة عن جزيئات عطرية صغيرة جدًا تتبخر بسهولة في الهواء ويمكن استنشاقها وتدخل الدورة الدموية العامة وتمر إلى الدماغ."
كما أن هناك أدلة علمية على أن زيت اللافندر يمكن أن يقلل من حدوث السلوك العدواني في الخرف، كما يمكن استخدام مجموعة من الزيوت العطرية لعلاج مرض الزهايمر.
وأوضح أن اختبار فقدان حاسة الشم يعد طريقة موثوقة إلى حد ما لمعرفة ما إذا كان المريض مصابًا بمرض الزهايمر، وفقًا لما ذكره البروفيسور جيمس جودوين، مدير العلوم في شبكة صحة الدماغ.