فجّر مقتل منسق حزب القوات اللبنانية في قضاء جبيل باسكال سليمان، قبل أيام، ردات فعل مناهضة لوجود السوريين في لبنان، وسط خشية من انزلاق البلاد إلى أتون فتنة.
ولا تزال قضية مقتل سليمان تتفاعل بعد توقيف عصابة من السوريين مشتبه بتورّطهم في تنفيذ الجريمة داخل الأراضي اللبنانية، واستُكملت بنقل جثته إلى الداخل السوري بعد خطفه يوم الأحد الماضي.
وتشك أطراف سياسية وعدد من المراقبين في إعلان الأجهزة الأمنية بأن ما حدث كان بدافع السرقة، معتبرين أن الحادثة تحمل رسالة سياسية.
وانتشرت مقاطع مصورة للبنانيين غاضبين وهم يضربون سوريين في الشوارع، ويدمرون سيارات تحمل لوحات سورية، وتوزّع المناشير وتعلق الملصقات المطالبة برحيل السوريين.
وانتشر مقطع فيديو يُظهر عددا من الشبان يستقلون الدراجات النارية، في منطقة برج حمود في جبل لبنان، موجهين إنذارات عبر مكبرات الصوت إلى النازحين السوريين بضرورة إخلاء المحال والمنازل قبل يوم الجمعة.
وفي الأشرفية ببيروت، علق أهالي الحي، ملصقات على الجدران تطالب كل سوري بـ "مغادرة المنطقة فوراً قبل يوم الجمعة".
وفي مدينة جبيل شمال العاصمة، وضعت مناشير ليلية أمام المحال التجارية التي يشغلها السوريون، وعلى سياراتهم وأبواب منازلهم، كذلك وزعت منشورات في منطقة الزوق، تحمل المضامين نفسها.
ونفى النائب غياث يزبك، عضو كتلة الجمهورية القوية (الكتلة النيابية للقوات اللبنانية)، أن يكون للحزب أي صلة بالمناشير الموزعة، واستنكر بشدة الاعتداءات التي طالت النازحين السوريين، معتبرًا إياها "ردّات فعل فردية على مقتل سليمان ولا علاقة للقوات بها".
ودعا يزبك، في تصريح لـ"إرم نيوز"، الدولة اللبنانية إلى العمل على إعادة اللاجئين السوريين غير النظاميين إلى بلادهم.
وأضاف أن "القوات اللبنانية أصدرت بياناً دعت فيه السلطات اللبنانية إلى إعادة اللاجئين السوريين إلى ديارهم، واستنكرت في الوقت نفسه الاعتداءات الهمجية التي يتعرض لها بعضهم".
وكانت الدائرة الإعلامية في حزب "القوات اللبنانية" قد أشارت، في بيان، إلى أن "المطالبة بعودة النازحين السوريين أصبحت أكثر إلحاحا، بعدما أصبح واضحا حجم عدد الأعمال الإجرامية والمخلّة بالأمن التي يقوم بها بعضهم".
وأضافت: "لكن "القوات" تشدِّد في الوقت نفسه على أن المطالبة بعودة النازحين السوريين إلى ديارهم شيء، والتصرُّف بحقد وهمجية شيء آخر مختلف تماما".
واعتبر أن "التصرفات التي نراها على بعض مواقع التواصل وبعض الممارسات التي نشهدها على الأرض مرفوضة من جهة، ومريبة في الشكل والمضمون والتوقيت من جهة أخرى".