ذهب تقرير لصحيفة "التلغراف" إلى أن إيران، تلعب لعبة سيئة وعالية المخاطر يكمُن خلفها تحدٍّ واضحٍ للغرب، بعد هجومها المباشر، ليلة الأحد، على إسرائيل.
ورغم العدد الكبير للمقذوفات من صواريخَ وطائراتٍ مسيرة أطلقها الحرس الثوري الإيراني، فإن من الواضح أن إيران لا تريد أن ترمي نفسها في حرب شاملة.
ورأى التقرير أنه لو كانت طهران تُريد حقًّا إلحاق أضرار جسيمة بعدوها اللدود (إسرائيل)، لَما كان هناك أيّ تحذير، ولكانت أصدرت أوامر لحزب الله، وكيلها وورقتها الرابحة في المنطقة، بشن حرب خاطفة متزامنة خاصة به من لبنان.
وبحسب تقرير الصحيفة البريطانية المذكورة، فإن الهجوم الإيراني يشكّل تحديًا للغرب الذي استعانت به إسرائيل للدفاع عن نفسها، ومفاضلة خطرة بين الدخول في حرب شاملة مع إسرائيل، أو كبح جماح إسرائيل وتوجيه رسالة قوية بأنها لن تُمرر استهداف أيٍّ من قادتها، دون انتقام مباشر بعد الآن.
كما إن الهجوم يُرسل إشارة إلى شعب إيران مفادُها أنها ليست عاجزة عن مواجهة العدوان الإسرائيلي. وهذا أمر مهم بالنسبة للنظام الذي يكافح من أجل الحفاظ على الشرعية في الداخل في مواجهة الانكماش الاقتصادي الحاد والاضطرابات المدنية المتصاعدة.
وأضاف التقرير، أن العالم أجمع يأمل بأن لا تُنفّذ إسرائيل هجومًا انتقاميًّا مضادًّا يدفع المنطقة إلى مزيد من التصعيد قد يفضي إلى حرب شاملة.
ومع أن رئيس الوزراء الإسرائيلي وفريقه المتشدد قد يميلون إلى الرد وعدم تفويت الفرصة، إلا أن العديد من المصادر تؤكد أن مشاركة الغرب في صد هجمات المسيرات والصواريخ ستمنح تلك الدول، وأولها الولايات المتحدة، المزيد من النفوذ لكبح جماح إسرائيل، والتأثير عليها للمحافظة على الدول التي تحالفت معها، وأبدت مساعدة كبيرة لها.
وفي السياق، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنه سيسعى إلى ردٍّ دبلوماسي موحد للرد على الهجمات الإيرانية، في حين قال رئيس الوزراء البريطاني سوناك: " كل جهودنا في الوقت الحالي تهدف إلى وقف التصعيد".
في المقابل، دعت روسيا، التي تربطها علاقات وثيقة بإيران، إلى ضبط النفس، معربة عن قلقها البالغ إزاء تصعيد خطير آخر في المنطقة، وهو ما كررته الصين أيضًا من خلال طلبها بإنهاء الصراع والسعي إلى السلام والاستقرار.