رأى محللون أن المستفيد الأكبر من الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل، الأسبوع الماضي، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي بدأت حكومته تستعيد الدعم الدولي الذي خسرته جراء عمليتها العسكرية في قطاع غزة.
وتسببت الطريقة الإسرائيلية المتبعة في حصار وقصف غزة والتي أدت إلى مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء إضافة إلى المجاعة، إلى بدء تلاشي الدعم الغربي لحكومة نتنياهو، كما أدت إلى تغير في الموقف الأمريكي.
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة حيفا، أسعد غانم، إن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أبرز المستفيدين من الهجوم الإيراني على الصعيد السياسي، فنجاح إسرائيل بالتصدي للهجوم عزز مكانة حكومته".
وأضاف غانم، أن "عددًا كبيرًا من الإسرائيليين ينظرون إلى نتنياهو على أنه منقذ إسرائيل من أعدائها الإقليميين، وأن إجراءاته السياسية والعسكرية هي الأنسب لإسرائيل منذ عقود، وذلك أطال أمد عمر حكومته"، مشيرًا إلى أنه "قبل السابع من أكتوبر كانت حكومة نتنياهو تواجه خطر الانهيار والعزلة الدولية بسبب خطة التعديلات القضائية، إلا أنها تجاوزت هذه الأزمة بشكل جزئي مع الهجوم الذي نفذه عناصر حماس، داخليًا وخارجيًا".
وأوضح أنه "مع اقتراب خسارة نتنياهو وحكومته للمواقف الدولية المساندة للحرب في غزة وقع الهجوم الإيراني، الذي أعاد للقيادة السياسية في إسرائيل الدعم الدولي؛ بل ونجح بتشكيل تحالف عسكري لحمايتها من أي هجمات لإيران وحلفائها، بتقديري الهجوم الإيراني سيرفع أسهم نتنياهو وأحزاب حكومته، وسيخفف الضغوط الداخلية والخارجية التي تمارس عليه، وستعمل على إفشال أي محاولات لإجراء انتخابات مبكرة، وستمكنه من الاستغناء عن شركائه في مجلس الحرب من أحزاب المعارضة".
وأفاد غانم بأن "نتنياهو استفاد بشكل شخصي من الهجوم، بما لا يسمح لأي طرف بحكومته أو بالمعارضة أو حتى الولايات المتحدة بابتزازه وممارسة الضغوط عليه، فشعبيته ارتفعت لدى الشارع الإسرائيلي".
أما الخبير في الشأن الإسرائيلي، مصطفى قبها، فقال إن "الهجوم الإيراني على إسرائيل أرجأ إسقاط الائتلاف الحكومي بقيادة نتنياهو، فهناك حالة من الالتفاف الجماهيري من الإسرائيليين حول نتنياهو وحكومته".