يرى مراقبون ومحللون سياسيون، أن الهجوم الإيراني على إسرائيل وضع الرئيس الأمريكي جو بايدن في ورطة، وأمام "خيارين أحلاهما مرّ" قبيل الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وقال عضو في الحزب الجمهوري الأمريكي، ومستشار سابق لوزير الخارجية، إن الهجوم الإيراني على إسرائيل جعل بايدن في نفق مظلم "لا ضوء" في نهايته.
وفي تصريح صحفي، أكد حازم الغبرا، أن خيار التصعيد أمر صعب لبايدن، خصوصا أن الشعب الأمريكي يرى أن الاحترام لقدرات بلاده وقوتها العسكرية تراجع منذ عهد الرئيس جورج بوش "الابن"، بعد أن اعتاد على أن تكون له اليد العليا عسكريا وسياسيا.
ولفت إلى أن الأمريكيين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي يتخوفون من أي عمل عسكري قد يعيدهم إلى زمن حربي العراق وأفغانستان، ويرفضون الانخراط بأي صراع في الشرق الأوسط، إلا بنوع من الحروب بالوكالة مثل أوكرانيا وما يجري في إسرائيل.
وقال الغبرا إن "التصعيد خيار مطروح لكنه يحتاج إلى أن يكون بايدن متأكدا من تحقيق نجاح عسكري باهر وغير ذلك لن يكون جيدا للرئيس أمام قواعده التي وعدها بتحقيق السلام".
ولا يستبعد أن يلجأ بايدن إلى سياسة الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب، في توجيه ضربات لشخصيات ومصالح إيرانية على غرار قاسم سليماني الذي قتل بضربة أمريكية في العراق مطلع 2020.
فرصة لترامب
وفي حالة التهدئة التي يدفع إليها بايدن، يعتقد المستشار السابق لوزير الخارجية الأمريكي، أن الجمهوريين سيستغلونه لوصف الرئيس بـ"الضعيف".
ويقول الغبرا: "الناخب ليس لديه الصبر الكافي للاستماع للجميع ويكفي أن يسمع جملة واحدة ويقارنها بشعوره العام وبالتالي تؤثر على اتجاهه في التصويت".
"سلاح ذو حدين"
كما يرى عضو الحزب الجمهوري أن "ترامب سيستغل موقف خصمه في الانتخابات للتذكير بأن الوضع في الشرق الأوسط لم يكن في عهده مثلما هو الآن في زمن بايدن".
ومن جهته، يعتقد المحلل السياسي حسن الخالدي، أن عدم رغبة بايدن في زيادة التصعيد مع إيران "سلاح ذو حدين"، من جهة يمكن أن يعيد الهدوء للمنطقة، ومن جهة ثانية قد يفهم على أنه ضعف في الموقف الأمريكي ويفتح الباب أمام أزمات جديدة.
وقال الخالدي ، "في حالة مهاجمة إيران وعدم تحقيق أي نتائج جيدة سيتعرض بايدن للهجوم من قواعده ومن الجمهوريين بحجة تعريض المصالح الأمريكية للخطر، وفي حال اللجوء لخيار التهدئة سيقول الجمهوريون إن الرئيس الديمقراطي غير جدير بالدفاع عن حلفاء الولايات المتحدة".
وأشار إلى أن دعم الولايات المتحدة إلى "رد معتدل" على إيران، قد يؤدي أيضا إلى عاصفة تضرب بايدن في عام الانتخابات، خاصة إذا قوبل برد قوي من طهران.