قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم السبت، إن بلاده ستعيد النظر في العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة الأمريكية، بما يضمن حماية مصالح شعبنا، وقضيتنا، وحقوقنا.
جاء ذلك عقب استعمال الولايات المتحدة لحق "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي، حيث وصفه عباس بأنه "موقف مخيّب للآمال، ومؤسف، ومخزٍ، وغير مسؤول، وغير مبرر".
وأوضح الرئيس عباس، أن استخدام "الفيتو" يشكل "عدوانًا سافرًا على حقوق الشعب الفلسطيني، وتاريخه، وأرضه، ومقدساته، وتحديًا لإرادة المجتمع الدولي"، وفق ما جاء عبر وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وأضاف: "بينما يجمع العالم على تطبيق القانون الدولي، والوقوف إلى جانب الحق الفلسطيني، تستمر أمريكا في دعمها للاحتلال، ولا تزال ترفض إلزام إسرائيل بوقف حرب الإبادة، بل وتزودها بالسلاح والمال اللذين تقتل بهما أطفالنا، وتهدم بيوتنا، وتقف ضدنا في المحافل الدولية في مواقف لا تخدم الأمن والاستقرار في المنطقة، والعالم".
وتابع: "خرقت الولايات المتحدة جميع القوانين الدولية، وأخلَّت بكل الوعود التي تتحدث عنها بخصوص حل الدولتين، وتحقيق السلام في المنطقة".
وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية لم تتراجع فقط عن وعودها والتزاماتها، بل سمحت لإسرائيل بإضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية، من خلال صمتها على سرقتها لأموال الشعب الفلسطيني، رغم ادعاءاتها المتكررة أنها تريد تقوية السلطة، وتعزيز وجودها، على حد قوله.
وأوضح الرئيس الفلسطيني أنه تم العمل مع المجموعة العربية، والعديد من الدول الأوروبية على خلق مناخ، يؤدي إلى وقف الحرب، وإيجاد رؤية مشتركة، تنهي عدم الاستقرار والتوتر، ولكن موقف أمريكا لم يكن سوى الاستخفاف والرفض لكل رؤية لا تلائم إسرائيل، والسياسة الأمريكية الخاطئة.
المقدسات خطوط حمراء
وشدد على ضرورة أن تدرك الولايات المتحدة، أن الشرق الأوسط لن يستقر دون حل عادل للقضية الفلسطينية، وأن القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية خطوط حمراء، لن يسمح لأحد بتجاوزها، وسياسة المعايير المزدوجة، ودعم إسرائيل في عدوانها على الشعب الفلسطيني لن يخلقا واقعًا لا يرضى عنه الشعب الفلسطيني، ولن يجلب الأمن والسلام لأحد.
وأكد عباس أن على الإدارة الأمريكية مراجعة سياساتها الخاطئة، مستطردًا: "القضية الفلسطينية غير قابلة للكسر أو التصفية أو الإخضاع"، واعتبر أن "تضحيات شعب فلسطين عبر المائة عام الماضية، والتي قدم فيها عشرات آلاف الشهداء، وآلاف من الأسرى الأبطال، ستمنع إلغاء الهوية الوطنية، ولن تمس الثوابت الوطنية".
موقف يعزز الفوضى والإرهاب
وأوضح أن "مواقف الإدارة المعادية خلقت غضبًا غير مسبوق لدى الشعب الفلسطيني، وشعوب المنطقة، بما يمكن أن يدفع المنطقة نحو مزيد من عدم الاستقرار، وتعزيز الفوضى والإرهاب".
وحذَّر الرئيس عباس، من أن حرب الإبادة المستمرة على الشعب الفلسطيني، بالترافق مع حملة مسعورة على "الأونروا" الهادفة لتجويع الشعب الفلسطيني، ستدفعان المنطقة إلى شفا الهاوية، بحسب تعبيره.
وأضاف: "نحن على أبواب مرحلة جديدة وصعبة، وأمامنا خيارات متعددة للحفاظ على حقوقنا ولصيانة هويتنا، وستضع القيادة الفلسطينية إستراتيجية جديدة لحماية القرار الوطني الفلسطيني المستقل، والسير وفق أجندة فلسطينية وليس وفق رؤية أمريكية، أو أجندات إقليمية، فلن نبقى رهائن لهذه السياسات التي ثبت فشلها، وانكشفت للعالم أجمع".