تسببت أزمة غاز الطهو في قطاع غزة بتوقف تكيات إطعام النازحين، التي تم افتتاحها منذ أشهر بسبب الحرب الإسرائيلية على القطاع، عن العمل، للمرة الأولى منذ إنشائها؛ ما حرم النازحين من الحصول على الطعام.
وتسمح إسرائيل بإدخال كميات محدودة من غاز الطهو والوقود للقطاع منذُ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فيما زادت الأزمة أخيراً بسبب منع السلطات الإسرائيلية إدخاله لغزة، وفق ما أكد المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحركة حماس.
وقال المكتب، في تصريح صحفي، إن "إسرائيل تواصل منع إدخال غاز الطهو والوقود بمختلف أنواعه للقطاع"، مشدداً على أن ذلك ينذر بتفاقم الأزمة الإنسانية والصحية، خاصة مع اعتماد النازحين على الوسائل البدائية في إشعال النار.
توقف عن العمل
وقال صاحب أحد أكبر تكيات الطعام في مدينة دير البلح وسط القطاع، طارق النباهين، إنه "للمرة الأولى منذ الحرب الإسرائيلية يضطر للتوقف عن العمل في تكيته الخيرية"، مشيراً إلى أن ذلك بسبب عدم توفر غاز الطهو.
وأوضح، في حديث صحفي أنه "اعتاد تجهيز الطعام لمئات الأسر النازحة لمدينة دير البلح وسط القطاع بشكل يومي"، لافتًا إلى أن التكية التي أنشأها خلال الأشهر الماضية باتت مصدرًا لإطعام هذه الأسر.
وأشار النباهين إلى أن "أزمة غاز الطهو تسببت بتوقف العديد من التكيات عن العمل؛ ما يُنذر بتجويع جميع الأسر التي تعتمد على طعام التكيات"، مطالباً بضرورة توفير الاحتياجات الأساسية اللازمة للتكيات الخيرية.
وأضاف: "توجهتُ للعديد من الجهات الرسمية والمسؤولة من أجل توفير الغاز أو أي بدائل عنه؛ من أجل إطعام آلاف النازحين"، مبيناً أنه يقوم في الوقت الحالي بتوزيع بعض المعلبات التي تحتاج للطهو بديلاً عن الطعام المطبوخ.
وبيّن النباهين أن "حالة التكية التي يديرها هو حال عشرات التكيات الخيرية في وسط وجنوب القطاع"، مؤكداً أن توقف التكيات والمنظمات الإغاثية عن العمل يُنذر بكارثة كبيرة في مناطق النزوح، وسيكون سببا بتفشي المجاعة في القطاع.
طوابير النازحين
وقال خليل أبو سمرة، مشرف إحدى التكيات الخيرية، إنه "يبذل جهداً منذ أكثر من أسبوع لتعبئة أسطوانات غاز الطهو الخاصة بالتكية الخيرية"، مبيناً أن الجهات المختصة "تتذرع" بعدم توفر الغاز ومنع إسرائيل إدخاله للقطاع.