ظهرت مؤشرات أمنية في العراق حول محاولة تنظيم "داعش" العودة إلى البلاد مجددًا، عبر إعادة هيكلية ما يعرف بـ"الكتائب والمفارز"، وتجمعها في أوكار مخفية في ثلاث بؤر في عمق صحراء الأنبار.
ويأتي ذلك كله بالتزامن مع تصاعد حدة الهجمات التي نفذها التنظيم في سوريا، بالتوازي مع الحديث عن ضرورة تمديد عمل التحالف الدولي من عدمه، الأمر الذي ناقشه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال زيارته لواشنطن.
كما تقلل القيادات الأمنية العراقية من خطورة تنظيم "داعش" وتعتبر أن عودته هي "سكرات موت".
بوادر العودة
منذ آب 2023 وحتى نيسان 2024، نفذ تنظيم "داعش" العديد من العمليات الإرهابية في مناطق غرب العراق.
وركز التنظيم المتشدد في عملياته على استهداف رعاة الأغنام في تلك المناطق، بهدف إرهاب ساكني المناطق الصحراوية وابتزازهم.
وسجلت عمليات أخرى استهدف فيها التنظيم ثكنات عسكرية كما في عملية "الصكار" في صحراء الرطبة والتي أدت إلى مقتل ضابط برتبة نقيب، وإصابة جندي آخر إصابة بليغة.
وتؤشر تقارير استخبارية اطلعت عليها "إرم نيوز"، تصاعد عمليات تسلل عناصر "داعش" من الحدود السورية نحو صحراء الأنبار.
وتكشف تلك التقارير وجود ثلاث وجهات وبؤر لتلك العناصر، وهي (وادي حوران، وصحراء الرطبة) التابعتين لمحافظة الأنبار، وصحراء (الحضر) التابعة لمحافظة نينوى والممتدة إلى عمق صحراء الأنبار.
يقول مصدر أمني استخباري، لـ "إرم نيوز"، إن "الأجهزة الأمنية تتابع عن كثب تحركات فلول تنظيم "داعش" في الصحراء".
وأضاف المصدر: "رصدنا بؤرا وأوكارا إرهابية والتي يسميها التنظيم بـ "المضافات"، حيث صدرت أوامر من قيادات التنظيم العليا بإعادة هيكلية "الولايات" الغربية والشرقية بشكل خاص، أي العناصر العاملة في محافظتي الأنبار وديالى".
بدوره، قال ضابط رفيع المستوى في جهاز مكافحة الإرهاب، إن "عملية تحرير الأراضي من داعش أواخر عام 2017 لا تعني القضاء عليه بشكل نهائي، فمنذ ذلك الحين وجهاز مكافحة الإرهاب ينفذ عمليات نوعية لملاحقة عناصر داعش الذين فروا إلى الصحراء أو الجبال".
وكشف المصدر لـ"إرم نيوز"، عن "تزايد نشاط تنظيم داعش خلال الأشهر القليلة الماضية"، عازيًا ذلك إلى "انتعاش التنظيم في سوريا وعودة خلاياه وتفعيل عمل قياداته الوسطى والدنيا، الأمر الذي ينسحب على العراق بشكل كبير، إلا أننا في ذات الوقت نسيطر على تدفق تلك المجاميع ونمنع وصولها لأهدافها".
من جانبه، ذكر رئيس خلية الإعلام الأمني، اللواء تحسين الخفاجي، وجود تحديات أمنية في البلاد؛ لأن "تنظيم داعش عقائدي فكري ومحاربته تتطلب سنوات من العمل على المستويين الأمني والثقافي الفكري في ذات الوقت للقضاء عليه بشكل كلي".