رأت صحيفة "نيويورك تايمز" أن نجاح إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في منع اشتعال حرب في الشرق الأوسط، لا يعفيها من كونها "فشلت استراتيجيًّا" في المنطقة، رغم النجاح التكتيكي الذي حققته أخيرا.
ووفق الصحيفة فقد "سعى بايدن إلى التأكد من أن تبادل إطلاق النار المفتوح غير المسبوق بين إسرائيل وإيران لن يتطور إلى صراع شامل"؛ وذلك بعد أن ضربت إسرائيل القنصلية الإيرانية في سوريا في الأول من أبريل/نيسان، مما أسفر عن مقتل مسؤولين عسكريين إيرانيين كبار.
وكان بايدن قد حث إيران علناً على عدم الرد، بينما كان يتفاوض سرًّا على اتفاق انتهى بإطلاق إيران لدفعة من الصواريخ والمسيرات تم إسقاطها قبل أن تلحق أضرارًا جسيمة بإسرائيل، فيما حاول إقناع تل أبيب بعدم الرد، وفشل في ذلك، غير أن ردها كان محدودا لدرجة أن طهران تجاهلته وتظاهرت بعدم حدوثه.
وفي حين ساعدت مناورات الرئيس الأمريكي في تجنب وقوع كارثة فورية، إلا أن سياساته هي التي وضعت الشرق الأوسط على مساره الخطير الحالي، بحسب الصحيفة الأمريكية.
وقالت إن بايدن رفض استغلال النفوذ الأمريكي الكبير على إسرائيل منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، لثني حكومة بنيامين نتنياهو عن سلوكها في الحرب، أو ضمان وقف إطلاق النار، أو ردع إسرائيل عن ارتكاب ما قد يرقى إلى مستوى جرائم الحرب أو العمل ضد المصالح الأمريكية.
وقام بايدن بتسليح إسرائيل وسط ما قالت محكمة العدل الدولية إنه يمكن اعتباره إبادة جماعية، بما في ذلك التحايل مرتين على مراجعة الكونغرس والإشراف على شحنات الأسلحة، وفق "نيويورك تايمز"، فيما استخدم بايدن في ثلاث مناسبات حق النقض "الفيتو" ضد قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التي تطالب بوقف إطلاق النار.
ولم تؤدِّ هذه السياسات إلى إطالة أمد الحرب في غزة فحسب، بل ساهمت في قتل المدنيين وعزل الولايات المتحدة دوليًّا، كما أنها غذت خطر نشوب حرب إقليمية يمكن بسهولة أن تنزلق الولايات المتحدة إليها.
ورغم أن بايدن قال في كثير من الأحيان إنه يدعم حل الدولتين، إلا أنه دفع أيضًا بسياسات تجاهلت حق الفلسطينيين في إقامة دولة، وفي أسوأ الأحوال، منعتهم بشكل مباشر من إقامتها.
كما ترى الصحيفة أن بايدن اتبع سياسات دفعت الشرق الأوسط إلى شفا الحرب، ولا ينبغي التقليل من نجاحاته التكتيكية؛ ولكنه لم يتمكن أبداً من التعويض عن فشل حكومته الأوسع نطاقاً في تكريس استراتيجية تجلب الأمن الحقيقي لأميركا والسلام الحقيقي للشرق الأوسط.